السبت 31 مايو 2025 | 10:55 مساءً

الصين والفلبين
في خضم تزايد التوترات الإقليمية في بحر الفلبين الغربي، أعرب وزير الدفاع الفلبيني، جيلبيرتو تيدورو، عن قلقه البالغ إزاء ما وصفه بالسلوك "الأكثر توسعية وعدوانية" الذي تنتهجه الصين في المنطقة.
ولفت تيدورو إلى أن بكين مطالبة بمعالجة ما سماه بـ"عجز الثقة والمصداقية" إذا كانت ترغب في تحسين علاقاتها الدفاعية مع مانيلا، مؤكدًا أن "استعراض القوة" الذي تقوم به الصين تجاوز الحدود التقليدية، ما يجعل إمكانية حدوث "انفراجة في العلاقات" أمرًا مستبعدًا على المدى القريب.
وجاءت تصريحات الوزير الفلبيني خلال مشاركته في حوار شانغريلا للأمن في سنغافورة، حيث وجّه انتقادات لاذعة للتصرفات العسكرية الصينية في بحر الصين الجنوبي، خاصة في المناطق المتنازع عليها مع الفلبين.
وقال تيدورو إن الصين تتعمد توجيه استفزازاتها نحو بلاده تحديدًا، متجاهلة في المقابل دولًا أخرى ذات مطالب قوية مثل فيتنام.
كما أبدى الوزير إحباطه إزاء مواقف المسؤولين العسكريين الصينيين، واصفًا خطاباتهم بأنها متشددة ومحملة بالدعاية.
ورغم حالة التوتر هذه، شدّد تيدورو على التزام بلاده بالرد السلمي، بالتعاون الوثيق مع الولايات المتحدة، لاحتواء التحركات الصينية وضمان استقرار المنطقة، مؤكدًا على أن التحالف الدفاعي بين مانيلا وواشنطن يُعتبر ركيزة أساسية في جهود بلاده لتعزيز الأمن الإقليمي.
يُذكر أن الفلبين تُعد من أبرز دول رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) التي أعلنت رفضها الصريح لمطالب الصين الإقليمية، والتي تشمل عمليًا كامل بحر الصين الجنوبي، وكانت محكمة التحكيم الدولية قد أصدرت في عام 2016 حكمًا قضى بعدم شرعية هذه المطالب، إلا أن بكين رفضت الامتثال للقرار.
وفي سياق متصل، ردّت وزارة الخارجية الصينية باتهام كل من الفلبين والولايات المتحدة بـ"التحريض وزعزعة الاستقرار" في المنطقة، مؤكدة في الوقت نفسه أنها ستواصل حماية ما تعتبره حقوقها المشروعة.
وفي إطار تعزيز تحالفاتها الدفاعية، وقّعت الفلبين مؤخرًا اتفاقية عسكرية مع نيوزيلندا، تشمل تدريبات ومناورات مشتركة بهدف تعزيز التعاون الأمني.
وتأتي هذه الخطوة ضمن استراتيجية أوسع تتبناها مانيلا لمواجهة ما تعتبره سلوكًا صينيًا متصاعدًا في التوسع والعدوانية، ولضمان حماية سيادتها وحقوقها في بحر الصين الجنوبي.
وتشير هذه التحركات مجتمعة إلى التزام الفلبين بإيجاد توازن بين الحفاظ على سيادتها الإقليمية واللجوء إلى الحلول السلمية والدبلوماسية، بالتوازي مع تعزيز قدراتها الدفاعية وتحالفاتها الإقليمية والدولية.
اقرأ ايضا
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.