حظيت أكبر محطة تحويل الأمونيا إلى هيدروجين بخطوة جديدة، تقرّبها من إعلان تطورات البناء والموعد المتوقع للتشغيل، ودعم أهداف تجارة الوقود العالمية.
ودخلت شركتا "يونيبر" و"تيسن كروب أودا" الألمانيتان في شراكة لتطوير تقنية التحويل وتوسعة نطاقها، لتشكّل المحطة -التي حصلت على الموافقات اللازمة مؤخرًا- علامة فارقة في التأسيس لمحطات استيراد الهيدروجين العالمية.
وحسب تحديثات مشروعات الهيدروجين ومشتقاته لدى منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن)، تتفوق المحطة على مشروع منافس في المملكة المتحدة، إذ تطور شركة "إيه إف سي إنرجي AFC Energy" محطة تنتج 400 كيلوغرامًا يوميًا.
واختارت الشركتان محطة كهرباء "شولفن" التابعة لـ"يونيبر" في مدينة غلزنكيرشن بغرب ألمانيا موقعًا للمشروع، وانطلقت أعمال البناء وسط توقعات ببدء التشغيل نهاية العام المقبل 2026.
تقنية تحويل الأمونيا إلى هيدروجين
تعدّ تقنية تحويل الأمونيا إلى هيدروجين داعمًا كبيرًا لتجارة وتداول الوقود عالميًا، وحلًا أمثل للتغلب على صعوبات النقل والتصدير.
وتقوم فكرة التقنية على تكسير وتفكيك روابط الأمونيا لإعادتها إلى صورتها الأولى "هيدروجين"، عبر تفاعلات ومحفزات ودرجات حرارة محددة، طبقًا لما أورده بيان شركة "يونيبر".
وفي الأساس، تمثّل الأمونيا أبرز مشتقات الوقود النظيف، لكنها أكثر سهولة في نقلها مقارنة بالهيدروجين النقي، ما يجعلها وسيطًا ملائمًا للتصدير.
وجرت العادة على نقل الأمونيا في ناقلات بحرية منذ عقود، بوصفها مادة خامًا واسعة الانتشار عالميًا لتصنيع الأسمدة.
وبالعودة لتقنية الشركتين الألمانيتين، تنشطر الأمونيا إلى هيدروجين ونيتروجين في درجات حرارة مرتفعة باستعمال محفزات، للحصول على صورة الوقود النقية.
وبذلك يمكن للأمونيا أن تكون دافعًا في توسعة نطاق استعمال الهيدروجين ودمجه في صناعات، مثل: الطاقة، والصلب، والكيماويات.
أكبر محطة تحويل في العالم
تطمح شركتا "يونيبر" و"تيسن كروب أودا" الألمانيتان إلى تطبيق تفاعلات التقنية السابق شرحها على أرض الواقع، من خلال منشأة تجريبية تعدّ الأكبر من نوعها حتى الآن.
وتملك المحطة المرتقبة القدرة على معالجة 28 طنًا من الأمونيا يوميًا، لتتغلب بذلك على المنشأة البريطانية المنافسة، حسب موقع هيدروجين إنسايتس.
وتعدّ المحطة التجريبية أساسًا راسخًا لمحطة استيراد هيدروجين يُخطط بناؤها في "فيلهلمسهافن"، لتوسعة نطاق التطبيقات الصناعية.
وحصلت أكبر محطة تحويل الأمونيا إلى هيدروجين على الموافقات اللازمة لمواصلة البناء، وبدء التشغيل بعد عام ونصف، وفق موقع أوفشور إنرجي.
ومن شأن المشروع أن يعزز أمن الطاقة وأهداف التحول للصناعات كثيفة الاستهلاك، كما أنه يتغلب على أحد العقبات الرئيسة المهددة لانتشار اقتصاد الهيدروجين، اعتمادًا على الأمونيا وسيطًا للنقل زهيد التكلفة وبكميات كبيرة من مواقع الإنتاج العالمية.
وتموّل الشركتان وولاية شمال الراين المشروع الذي يلبي أهدافهما المناخية، خاصة أن "يونيبر" تستهدف الوصول للحياد الكربوني عام 2040 بتوسعة محفظة الغازات الخضراء، في حين تتوسع ""تيسن كروب أودا" في مشروعات الميثانول الأخضر وبدائل الوقود البحري.
اختبارات وبيانات التطوير
خضع تطبيق تقنية التفكيك في أكبر محطة تحويل الأمونيا إلى هيدروجين للاختبارات، ضمن إطار الاستعدادات لبدء التنفيذ والتطبيق.
وبالنظر إلى أن المحطة "تجريبية"، فإن دورها يتركز على جمع البيانات اللازمة للتطوير، ولتأسيس لبناء أول محطة تجارية لاستيراد الهيدروجين.
وأكد مدير التشغيل في "يونيبر"، هولغر كريتز، أن أكبر محطة تحويل الأمونيا إلى هيدروجين تهدف إلى تعزيز إنتاج الوقود النظيف وإزالة الكربون من الصناعات، بالإضافة إلى تداوله دوليًا.
وأضاف أن "يونيبر" تنظر إلى الهيدروجين بوصفه إحدى ركائز مزيج الطاقة المستقبلي، ما يعزز دورها في تلبية الطلب الألماني على واردات الوقود النظيف.
وقالت وزيرة الشؤون الاقتصادية والصناعة وحماية المناخ والطاقة في ولاية "شمال الراين-وستفاليا"، مونا نيبور، إن الولاية تعتمد على الهيدروجين بوصفه تقنية رئيسة للاستدامة واستمرار التصنيع في المستقبل.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر..
