في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية بين روسيا والغرب، تبرز أوكرانيا كمحور رئيسي في هذه الصراعات.
وفي هذا السياق، يقدم الدكتور خالد زين الدين، الكاتب والمحلل السياسي المقيم في بروكسل، تحليلاً معمقاً لتحيا مصر حول الموقف الأوروبي والأمريكي من انضمام أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي (الناتو) وتداعيات ذلك على الأمن الإقليمي والدولي.
الموقف الأمريكي من انضمام أوكرانيا للناتو:
يشير الدكتور زين الدين إلى أن الولايات المتحدة لم تقدم وعداً صريحاً بضم أوكرانيا إلى الناتو. ويؤكد أن القرار النهائي في هذا الشأن يعود للولايات المتحدة، رغم وجود 32 دولة عضو في الحلف.
ويرى أن انضمام أوكرانيا للناتو قد يؤدي إلى توسيع رقعة الحرب مع روسيا، مما قد يجر القارة الأوروبية إلى فوضى عارمة.
التحفظات الأوروبية والتوازنات الجيوسياسية:
يُبرز زين الدين أن بعض الدول الأوروبية، مثل فرنسا وألمانيا وإيطاليا، بدأت تعيد النظر في استراتيجياتها الدفاعية، مع تزايد الشكوك حول التزام الولايات المتحدة بأمن أوروبا.
ويشير إلى أن هناك جهوداً مكثفة لتعزيز مشروع إنشاء جيش أوروبي مستقل، في ظل تراجع الثقة في الالتزامات الأمريكية.
الضمانات الأمنية والتسويات المحتملة:
يتحدث زين الدين عن وجود اتفاقات ضمنية بين الولايات المتحدة وروسيا تتضمن اعترافاً أمريكياً بالمناطق التي ضمتها روسيا كجزء من الأمن القومي الروسي.
كما يشير إلى أن هناك تفاهمات حول عدم نشر قوات أجنبية على الأراضي الأوكرانية، مع ضمان حياد أوكرانيا مقابل السماح لها بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي كمنطقة اقتصادية فقط، تحت رقابة أمريكية مشددة.
الدور الصيني في المعادلة الدولية:
يحذر زين الدين من أن الصراع بين الولايات المتحدة وروسيا قد يُستغل من قبل الصين لتعزيز نفوذها الاقتصادي والتكنولوجي.
كما يرى أن استمرار الصراع قد يؤدي إلى إضعاف جميع الأطراف، مما يتيح للصين فرصة للتفوق والاستفادة من الموارد الطبيعية في المناطق المتنازع عليها.
يُختتم الحوار بتأكيد الدكتور زين الدين الكاتب والمحلل السياسي على أن أوكرانيا أصبحت ساحة لصراع القوى الكبرى، وأن الحل يكمن في تحقيق توازن دقيق بين المصالح الأمنية والسياسية والاقتصادية لجميع الأطراف، مع ضرورة تجنب التصعيد الذي قد يؤدي إلى حرب شاملة.