ندّدت هيئات مدنية وحقوقية وثقافية بتارودانت بما سمّته “إقصاء وتهميش” اللغة الأمازيغية من فعاليات مهرجان “ربيع المسرح”، المقام شهر ماي الجاري، لكن إدارة الحدث تنفي ذلك.
وجاء ضمن بيان هذه الهيئات أن النسخة الحالية من مهرجان “ربيع المسرح” شاهدة على “استمرار الجهات المنظمة في إقصاء وتهميش المسرح الأمازيغي وإبعاد الوجوه الفنية والمبدعة الأمازيغية في تارودانت وسوس وباقي جهات المملكة، وإنكارها لكل المكتسبات التي راكمها المغرب في المصالحة مع الأمازيغية والنهوض بها، باعتبارها ملكا لجميع المغاربة”، وفق تعبيرها.
وأضاف المصدر ذاته أن المهرجان رسّخ “انعدام اللغة الأمازيغية في ملصقاته ولافتاته وإعلاناته، ما يضرب في صميم هوية المغرب وتماسكه الثقافي بشكل عام، وحضارة وتاريخ تارودانت بشكل خاص، باعتبارها حاضرة أمازيغية عريقة”.
كما اعتبرت الهيئات عينها أن هذا التوجه “ربيع للتعريب وخريف للإبداع”. وقال حسن أيت بلا، متحدث باسم التنظيمات المصدرة للبيان، إن “هذه النسخة الثالثة (من مهرجان “ربيع المسرح”) على التوالي التي يتم فيها إقصاء الأمازيغية”.
وأضاف أن هذه اللغة لا وجود لها في البرنامج، مقابل “طغيان نظيرتها العربية في العروض المسرحية المقدمة”، معتبرا أن الأمر شكل إقصاء واضحا.
وذكر المتحدث أن “المسرح الأمازيغي، وخاصة بتارودانت، له الكثير ليقدمه وطنيا ودوليا، ما يجعل تغييبه بهذا المهرجان غير مقبول”، وفق تعبيره.
وتابع: “ننادي بتصحيح هذا التراجع من قبل الجهات المنظمة وإعادة الاعتبار للغة الأمازيغية الدستورية”.
لكن محمد حمزة، مدير مهرجان “ربيع المسرح” بتارودانت، نفى كل هذا، مبرزا أن “برنامج التظاهرة عرض مسرحية ‘تكات ن واكثير’ الثلاثاء الماضي، وهي أمازيغية من فرقة بأكادير تستحضر روح ‘إمعشار’ بسوس”.
وأضاف أن المهرجان سيقدم غدا الجمعة عرضا مسرحيا أمازيغيا بعنوان “أنشاد”، يهم الرقص ويستحضر الخيال الشعري للفنان الراحل الرايس بوبكر أنشاد في توليفة بين التراث والحداثة.
وشدّد المتحدث على أن المهرجان “لا يقصي تيفيناغ التي تحضر في ملصقه الرسمي بجانب العربية والإنجليزية”، متسائلا: “هل هذه الجمعيات تريد كتابة البرنامج كله بالأمازيغية؟”.
وقال حمزة إن “المهرجان جمع كل المسارح المغربية من الأمازيغية إلى العربية وحتى الحسانية دون أي إقصاء يذكر”.