اليوبي ضمن أفضل علماء الجيوليوجيا

تمكن الأستاذ الجامعي الفخري بكلية العلوم السملالية ومجلس جامعة القاضي عياض نصر الدين اليوبي من التتويج للمرة الثانية من طرف المنصة الدولية للبحث العلمي www.research.com، بترتيبه ضمن 1000 باحث في نسخة 2024، كأفضل علماء المغرب في علم الجيوليوجيا.

وفي لقاء مع الجريدة الإلكترونية هسبريس أوضح نصر الدين يوبي، الذي رأى نور الحياة سنة 1959 بمدينة فاس العالمة، أنه اختار لحظة تعيينه كلية العلوم السملالية التابعة لجامعة القاضي عياض بمدينة مراكش، التي كان يرأسها حينئذ محمد الكنيدري، لمكانتها في مجال البحث العلمي، ما تؤكده الجوائز التي تحصل عليها.

ويعود اهتمام الأستاذ الجامعي ذاته بهذا التخصص العلمي إلى إثارة الصخور انتباهه في صباه، حين كان يتابع دراسته الابتدائية بمدينة بركان، بعدما فاتح جدته وهو ذو 7 سنوات في رغبته في ولوج المدرسة، فكان له ذلك، لتنطلق مسيرته في التحصيل الدراسي، وفي سنة 1980 التحق بالمدرسة العليا للأساتذة بنسودة، بعد حصوله على شهادة الباكالوريا، لينتقل سنة 1984/85 إلى مدينة تازة للتدريس بمؤسسة مولاي رشيد للتعليم الثانوي التأهيلي، وحينها شارك في مباراة للتعليم العالي الجامعي كأستاذ مساعد، ليقضي 3 سنوات لتحضير شهادة السلك الثالث بجامعة فاس.

ومنذ سنة 1987 سيشرع اليوبي في تقديم دروسه كأستاذ مساعد بكلية العلوم السملالية، ويحضر شهادة دكتوراه الدولة التي سيحصل عليها سنة 1998، في علوم البراكين وكيمياء الأرض؛ وبهذه المؤسسة العلمية انتخب رئيسا لشعبة الجيولوجيا من 2014 إلى 2017، كما عمل خبيرا لدى اللجان العلمية للمركز الوطني للبحث العلمي في الرباط، ولدى اللجنة الفرنسية المغربية المشتركة لبرنامج “hubert Curien Toubkal”، وحاليا هو مدير مختبر “ديناميكا الغلاف الصخري وتكون الموارد” (DLGR).

“إن تصنيف أفضل العلماء لدينا هو حساب موثوق للعلماء البارزين في تخصص علوم الأرض، تم إنشاؤه عن طريق تحليل شامل لـ 166,880 عالما تم اكتشافهم من مصادر بيانات ببليومترية مختلفة، وتم فحص أكثر من 31167 عالما”، توضح المنصة الدولية للبحث العلمي www.research.com اختيارها العالم المغربي نصر الدين اليوبي، الذي أكد أن “مجال الجيولوجيا يحتاج فيه الباحث إلى 10 سنوات للاحتكاك بالجيولوجيين، لذا كان للتعاون العلمي مع جامعة لزبون بالبرتغال، وجامعات إسبانيا، دور كبير في تطوير الكفاءة العلمية، بفضل البحث الميداني بكل من البرتغال وإسبانيا، والمغرب الذي يعد جنة الجيولوجيين، لأنه يحتوي على أنواع كثيرة من الصخور التي يتراوح عمرها بين العصر السحيق (بضعة مليارات من السنين)، في الصحراء المغربية، إلى العصر الرباعي (2.5 مليون سنة)، فيما أقدم الحفريات للإنسان العاقل تم اكتشافها بإقليم اليوسفية بجهة مراكش”.

ولأن التصنيف في هذه المنصة ليس بالسهل؛ فمن المقاييس التي لا يفترض أبدًا أن تكون وسيلة كاملة لتقييم مساهمات الباحثين، لهذا السبب يتم التحقق يدويا من كل ملف شخصي ومقارنته بالمنشورات في مجموعة واسعة من المصادر الموثوقة، إلى الترتيب بناء على مؤشر D-index لكل باحث باستخدام مقاييس تم جمعها من OpenAlex وCrossRef، وهما قاعدتا البيانات الببليومترية الأبرز والأكثر شهرة من هذا النوع المتاحة للمجتمع العلمي، فإن عالمنا اليوبي تمكن من فرض حضوره بفضل مشاركته في منتديات دولية، وملئه خزانة كلية العلوم السملالية ببحوث كثيرة مكنته من دخول ترتيب النظام الأساسي لمنصة “www.research.com”، باستخدام بيانات “H-index” التي جمعها بواسطة “Microsoft Academic”، الذي لا يشمل سوى الباحثين البارزين الذين لديهم مؤشر “H” الذي يشكل عتبة لاختيار من يتوفرون على 30 بحثا علميا وأكثر في مجال علوم الأرض، وهو ما أورده في جلسة دردشة مع هسبريس.

ومن بحوث هذا العالم التي تم الاستشهاد بها أكثر من 100 مرة، ونشرت في المجلات العلمية، “earth and planetary Science Letters, Geology, Nature communications”.

وتركز هذه البحوث على المقاطعات البركانية الكبيرة بشكل عام، والمقاطعة الصخرية الوسطى الأطلسية (CAMP) على وجه الخصوص، بحسب إفادة صاحبها.

يذكر أن كلية العلوم السملالية دأبت على الحضور في الجوائز والمنتديات العالمية بفضل ثلة من الباحثين المجتهدين، وبفضلها تتبوأ جامعة القاضي عياض التصنيفات الدولية والإقليمية والوطنية. هذه المؤسسة الجامعية تعمل منذ تأسيسها على تنفيذ إستراتيجية تهدف إلى التميز، سواء في برامجها التكوينية أو البحثية في المواضيع ذات الأولوية الجهوية والوطنية، ما مكن جامعة القاضي عياض من الحفاظ على صدارتها في ترتيب الجامعات الدولية والوطنية والمغاربية والإفريقية.

وتهدف المنصة الدولية للبحث العلمي www.research.com إلى إلهام العلماء ورجال الأعمال وصانعي القرار في جميع أنحاء العالم لاستكشاف توجه الخبراء البارزين، وإتاحة الفرصة للمجتمع العلمي بأكمله لمعرفة من هم الأذكياء البارزون في تخصصات معينة، في بلدان مختلفة، أو حتى داخل المؤسسات البحثية.