أخبار عاجلة

قرار سوريا ضد البوليساريو .. تحول دبلوماسي يعمق عزلة النظام الجزائري

قرار سوريا ضد البوليساريو .. تحول دبلوماسي يعمق عزلة النظام الجزائري
قرار سوريا ضد البوليساريو .. تحول دبلوماسي يعمق عزلة النظام الجزائري

في خطوة دبلوماسية جديدة تُضاف إلى سلسلة مواقف دولية داعمة للوحدة الترابية للمغرب، أعلنت دمشق، الثلاثاء، رسميا إغلاق تمثيلية جبهة “البوليساريو” الانفصالية على أراضيها؛ وهو ما تزامن مع تصاعد الاعترافات بسيادة المغرب على الصحراء من عدد من العواصم العالمية.

وسجل خبراء في العلاقات الدولية أن هذه الخطوة تندرج في سياق تحالفاتٍ دولية متعاظمة تؤكد شرعية موقف المغرب، بعد حشد دعمٍ من قارات عديدة وافتتاح بعثات دبلوماسية في العيون والداخلة؛ مما يضيق الخناق على الطرح الانفصالي ويعزز مكانة الرباط كطرف أساسي في تسوية النزاع المفتعل.

وفي هذا الإطار، قال أحمد نور الدين، خبير في العلاقات الدولية، إنه “بإغلاق تمثيلية جبهة (البوليساريو) الانفصالية في دمشق تكون سوريا قد ردت التحية للمغرب الذي وقف إلى جانب الشعب السوري منذ البدايات الأولى للثورة ضد نظام بشار الأسد الطائفي والدموي والذي لم يتورع عن استعمال الأسلحة الكيماوية ضد الأبرياء، وقتل من السوريين ما يناهز نصف مليون شهيد، في وحشية قل نظيرها في العالم”.

وذكر نور الدين، ضمن تصريح لهسبريس، أن “المغرب احتضن في مراكش، يوم 12. 12. 2012، مؤتمر أصدقاء الشعب السوري لدعم مطالب الثورة السورية، وكان موقفا جريئا وواضحا في انحيازه إلى الشعب السوري ضد همجية نظام بشار الأسد. كما أن المغرب كان قد أغلق سفارته في دمشق في السنة نفسها، وأغلق سفارة نظام بشار في الرباط”.

وأضاف الخبير في العلاقات الدولية: “من خلال هذه الخطوات، كان المغرب يؤكد بالأفعال لأن المملكة دولة مواقف، وأنها تقف إلى جانب الشرعية، وأنها لا تتاجر في مآسي الشعوب، مثل ما تقوم به الجزائر؛ بل تتحمل مسؤوليتها الأخلاقية والسياسية في الوقت المناسب”.

وتابع المتحدث عينه: “بالإضافة إلى ذلك، فإن دعم نظام بشار الأسد للجبهة الانفصالية في تندوف يؤكد الطبيعة غير الشرعية للمشروع الانفصالي، فالأنظمة الدكتاتورية والدموية لا يمكن أن تدافع عن القضايا الشرعية والعادلة في أماكن أخرى من العالم”، حسب تعبيره.

وخلص نور الدين إلى القول إن “طرد جبهة تندوف من سوريا يدخل ضمن الضربات المتتالية التي تتلقاها الجزائر عبر العالم؛ فخلال أسبوع واحد كينيا تعترف بالسيادة المغربية على الصحراء وتغلق تمثيلية الجبهة الانفصالية في نيروبي، وفرنسا ترسخ اعترافها وحضورها القنصلي في العيون بافتتاح مكتب للتأشيرات، والسالفادور تبحث مع المغرب إمكانية فتح قنصلية بالداخلة أو العيون؛ دون أن ننسى الحصار المطبق على الجزائر من جهاتها الأربع مع مالي والنيجر وليبيا والمغرب وغلق أحد المعابر مع موريتانيا، وأزمتها الحادة مع فرنسا والإمارات العربية المتحدة على خلفية قضية الصحراء المغربية”.

وختم الخبير في العلاقات الدولية تصريحه بالقول إن “الجزائر تعيش خريف مشروعها التخريبي الانفصالي الذي أنفقت عليه مئات المليارات على حساب شعبها الذي يعاني أزمات معقدة ومركبة اقتصادية واجتماعية وسياسية، وحبل المشنقة يلتف حول عنقها، وقد آن أوان سقوطها في الحفرة التي حفرتها للمغرب بعمق نصف قرن”.

من جانبه، قال عبد الفتاح الفاتيحي، خبير العلاقات الدولية، إنه “بعد موقف إحدى أهم دول القارة الأمريكية السلفادور الداعم لسيادة المغرب على الصحراء بإعلانها فتح قنصلية لها بالعيون، يبرز موقف لا يقل أهمية من شرق إفريقيا أحد معاقل الطرح الانفصالي، إذ تعلن كينيا دعمها لمبادرة الحكم الذاتي باعتبارها الحل الوحيد لتسوية نزاع الصحراء. ثم تطالعنا عربيا سوريا بإجراء معاينة مع وفد مغربي عن طرد تمثيلية البوليساريو بدمشق وإغلاق مكتب ممثلها في سوريا”.

وقال الفاتيحي، ضمن تصريح لهسبريس، إن المغرب “يسجل مسارا جيدا في حشد التأييد لموقفه التفاوضي من النزاع حول الصحراء بالتزامن مع تحضيرات المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء لجعل الشهر المقبل حدثا مفصليا في تاريخ تدبير النزاع”.

وتابع الخبير المتخصص في العلاقات الدولية: “وإذ يحصد المغرب نتائج أداء دبلوماسي قوي مكن من مراجعة العديد من الدول لمواقفها التي كانت محسوبة على دعم الطرح الانفصالي؛ فإن الجزائر تواصل لوك خطابات يائسة وتحصد تعميق الأزمات الدبلوماسية مع دول العالم نتيجة مواقفها المتعنتة من نزاع الصحراء، كما هو الحال بالنسبة لأزمتها مع إسبانيا وفرنسا ومالي والنيجر وبوركينا فاصو وليبيا”.

وأكد الفاتيحي أن “موقف السلطات السورية من الوحدة الترابية عبر طرد جبهة “البوليساريو” من دمشق يكرس إجماعا عربيا تبقى فيها الجزائر تغرد وحيدة خارج سرب الصف العربي والإسلامي”، موضحا أن “هذه النتائج التي يراكمها المغرب لصالح موقفه التفاوضي تحاصر دعم الجزائر المباشر في تعطيل الأمم المتحدة في حسم النزاع من خلال تعطيل تنفيذ توصياتها الأممية الصادرة عن مجلس الأمن الدولي؛ وهو ما يضعها في خصومة مزمنة مع المجتمع الدولي”.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق براتب 7000 جنيه.. وزارة العمل توفر فرص عمل جديدة للشباب
التالى طقس أول مايو 2025.. أجواء دافئة نهارًا وبرودة ليلًا وأمطار محتملة على السواحل