أكد الدكتور ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات أن مشهد توزيع المساعدات بالآلية الأمريكية الإسرائيلية هي امتداد لمشاهد الإبادة التي نشاهدها منذ 600 يوم.
وقال رشوان في مقابلة مع قناة "إكسترا نيوز": "ما يحدث الآن في توزيع المساعدات، وإصرار من الجانب الأمريكي والإسرائيلي على ما يسمى بـ اللجنة الإنسانية اسمها يحتوي على كلمة إنسانية، لكن ما نراه ليس إنسانيا بالمرة، خصوصا الطريقة التي يتم بها التوزيع، حيث تم تقسيم قطاع غزة إلى أربع نقاط فقط".
وأضاف: "هذا يعني أن كل نقطة تغطي مساحة ضخمة، حوالي 90 كيلو متر مربع لكل نقطة لنفهم حجم المساحة، المسافة بين مدينة الإنتاج الإعلامي والعاصمة الإدارية في مصر تبلغ حوالي 95 كيلو مترًا، أي أن كل نقطة تغطي مساحة تعادل تقريبًا هذه المسافة".
وتابع: "المسافات في غزة كبيرة جدًا، والناس يعانون من أوضاع صحية صعبة تجعلهم غير قادرين على المشي لمسافات طويلة، فكيف لهم أن يقطعوا 20 أو 90 كيلو مترًا لجمع المساعدات؟"
وواصل: "نرى جرحى خرجوا من المستشفيات يمشون على أطراف صناعية، وعجائز، وسيدات، وأطفال، قتل منهم حتى الآن حوالي 17 ألفا هؤلاء هم من يجب أن تتحرك لهم المساعدات، لكن لا توجد وسائل نقل سوى القليل من العربات التي تجرها الدواب في غزة، ولا توجد أي وسائل نقل أخرى مناسبة التوزيع بهذه الطريقة غير عملي ولا يعكس أي مفهوم للإنسانية."
وأوضح: "في مصر وفي الثقافة العربية عموما، هناك مثل يقول الجوع كافر الجوع يدفع الإنسان إلى ارتكاب أفعال قد تكون خارجة عن قيمه وعاداته، وهو ما نراه بوضوح في التزاحم الكبير الذي حدث أمس عشرات الآلاف من الناس تدافعوا لأن كل واحد منهم يخشى أن ينفد الطعام، وكل شخص يسعى لتوفير لقمة عيش لأسرته، والتي في غزة كبيرة جدا نظرا لمعدل الإنجاب المرتفع والتعليم العالي بين السكان."
وذكر: "الناس خرجت لتأمين كرتونة طعام لعائلاتها، والمفارقة أن الرئيس الأمريكي ترامب صرح أمس بأنهم يريدون من الدول دفع أموال لهم لتشغيل هذه المنظمة، وهو أمر غريب جدًا، خاصة وأن الولايات المتحدة هي القوة الاقتصادية الأولى في العالم، وتشارك بشكل كبير في الأزمة من خلال دعمها العسكري والاستخباراتي لإسرائيل."
واختتم: "هذا المشهد يؤكد خطورة الوضع في غزة خلال الأسابيع الماضية، بدأ العالم، خصوصا أوروبا وأمريكا، يدرك حجم يدرك وبدأ الحديث عن مجاعة محتملة لم يكن يعترف بها سابقا".