في مشهد جسّد ذروة التضامن الإنساني، ألقى البطل التركي للكونج فو نجم الدين أربكان آق يوز ميداليته الذهبية الأوروبية في مياه نهر النيل بالقاهرة أمس الاثنين 26 مايو 2025، احتجاجاً على عقوبات فرضها الاتحاد الأوروبي للكونج فو بسبب دعمه للقضية الفلسطينية.
جاءت هذه الخطوة خلال زيارة اللاعب لمصر، لترسل رسالةً عالمية مفادها: "الذهب لا يساوي دمًا".
عقوبة رفع علم فلسطين
خلال حفل تتويجه ببطولة أوروبا للكونج فو في إسطنبول (ديسمبر 2023)، احتفل آق يوز - البالغ من العمر 28 عاماً - بفوزه برفع العلم الفلسطيني وأداء "رقصة أصحاب الأرض" (الدبكة)، تعبيراً عن تضامنه مع غزة التي تشهد حرباً منذ أكتوبر 2023.
ووفقاً لتصريحاته على منصة "إكس"، فتح الاتحاد الأوروبي للكونج فو تحقيقاً فورياً، هدد خلاله بسحب اللقب، قبل أن يُصدر قراراً نهائياً بسحب الميدالية الشهر الماضي، متهماً إياه "باستغلال المنصة الرياضية لأغراض سياسية".

كلمات آق يوز: "صمتي شريك في الجريمة"
في فيديو مصور على ضفاف النيل، علق البطل التركي، الذي يُعد أحد أبرز نجوم الكونغفو في تركيا وحائزاً على بطولات دولية متعددة:
"لا يشرفني الاحتفاظ بميدالية ذهبية في وقت يُعاقَب فيه الأحرار لوقوفهم مع المظلومين. إن صمتي يعني أنني شريك في الجريمة، وأي إنجاز يتضاءل أمام قطرة دم فلسطينية واحدة".
إشادات واسعة وتأريخ للحدث
لاقى الفيديو انتشاراً هائلاً على وسائل التواصل، حيث وصفه ناشطون بأنه "صوت شجاع في وجه الصمت الدولي". كما قارن كثيرون بين موقفه وتضحيات رياضيين تاريخيين مثل محمد علي كلاي الذي سُحِب لقبه عام 1967 لرفضه الحرب على فيتنام، وأمير خان الملاكم الذي واجه عنصرية بسبب دعمه للقضايا الإسلامية.

آق يوز.. مسيرة حافلة بالتحديات
اللاعب التركي من مدينة قونية التركية أحد أبرز وجوه الرياضة في بلاده، حيث بدأ الكونج فو في سن الـ 12، وحقق 3 بطولات وطنية (2020–2022)، الميدالية الذهبية في بطولة آسيا 2023، وكان مرشحاً لحمل علم تركيا في أولمبياد 2028 قبل الأزمة الحالية 411.
تأتي هذه الخطوة في وقت تشهد فيه غزة حرباً مدمرة منذ أكتوبر 2023، خلّفت 177 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 11 ألف مفقود تحت الأنقاض، وفقاً لتقارير الصحة العالمية.