مصائب العالم فوائد للمليارديرات.. كبار ...

كبار المستثمرين يستفيدون من اضطرابات الأسواق ويشترون أسهم شركاتهم بتكلفة أقل

اتجه عدد من كبار أثرياء العالم إلى تعزيز استثماراتهم في شركاتهم المدرجة بالبورصات، متحدّين بذلك أجواء التوتر المالي التي أعقبت قرارات الرسوم الجمركية الجديدة التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

عائلة بيرسون تزيد حصتها في "H&M" 

وقامت عائلة بيرسون، مالكة سلسلة الأزياء العالمية "هينيس أند موريتز" (Hennes & Mauritz)، بزيادة حصتها في الشركة السويدية، رغم استمرار الضغوط الناتجة عن سياسة الحواجز التجارية التي ينتهجها ترامب. وكشفت ملفات إفصاح رسمية أن إجمالي قيمة استثمارات العائلة بلغ نحو 776 مليون كرونة سويدية، أي ما يعادل 78 مليون دولار أميركي.

عائلة لوندين تستثمر بقوة في التعدين 

كما أعلنت عائلة لوندين، المؤسسة لشركة "لوندين ماينينغ" (Lundin Mining)، عن استثمار بلغ 22.7 مليون دولار كندي (نحو 16 مليون دولار أميركي) في 3 أبريل الجاري، في خطوة لزيادة ملكيتهم في الشركة التي يقع مقرها في فانكوفر، وذلك على الرغم من تراجع أداء السوق.

كارلوس سليم يغامر في قطاع الطاقة الأميركي

من جهته، دخل الملياردير المكسيكي كارلوس سليم، أغنى رجل في أمريكا اللاتينية، على خط الاستثمارات الجريئة، حيث قام بشراء أسهم بقيمة 2.3 مليون دولار في شركة "بي بي إف إنرجي" الأميركية لتكرير النفط، مستغلاً تراجع أسعار الطاقة خلال نفس اليوم.

الأسواق تواصل الهبوط رغم الشراء الاستراتيجي من الأثرياء

ووفقًا لـ "بلومبرج" فإن أسهم الشركات الثلاثة التي استهدفها الأثرياء الكبار شهدت انخفاضاً ملموساً منذ إعلان ترامب عن قراراته في الثاني من أبريل الجاري، فيما يعرف إعلامياً بـ"يوم التحرير"، حيث تراجعت أسهم "بي بي إف إنرجي" بأكثر من 26% حتى نهاية تعاملات اليوم السابق.

الفرص تُقتنص في العواصف

تشير هذه الخطوات الجريئة إلى أن بعض كبار المستثمرين حول العالم يرون في الفوضى الحالية فرصة نادرة، خصوصاً أن ثرواتهم الإجمالية تتجاوز 93 مليار دولار، وفقاً لمؤشر بلومبرج للمليارديرات. 

وبالرغم من أن زيادة الرسوم الجمركية كانت متوقعة، فإن الأرقام الفعلية التي أعلنها ترامب تجاوزت كل التوقعات، وهو ما أحدث صدمة في الأسواق.

تحذيرات كبار المستثمرين من استمرار الهبوط

في وول ستريت، بدأ عدد من كبار الشخصيات الاقتصادية مثل بيل أَكمان وجيمي ديمون، بالتحذير من موجات تصحيح عميقة، بينما قال المستثمر الشهير بيل غروس إن السوق لم يبلغ القاع بعد، مشيراً في منشور له على منصة "إكس" أنه ينتظر "هبوطاً شديداً لشراء السهم الممول بالاستدانة".

خسائر كبيرة تؤثر على أغنى 500 شخص في العالم

ورغم توجه بعضهم نحو الشراء، إلا أن الأثر الفوري على ثروات الأثرياء كان عنيفاً، حيث تكبد أغنى 500 شخص في العالم مجتمعين خسائر وصلت إلى 536 مليار دولار خلال يومين فقط عقب إعلان الرسوم. حتى إيلون ماسك، أحد أبرز المقربين من ترامب، فقد أكثر من 100 مليار دولار من ثروته منذ بداية العام، لتتراجع دون مستوى 300 مليار دولار لأول مرة منذ نوفمبر الماضي.

الأثرياء في آسيا يعيدون تقييم محافظهم

أما في آسيا، فقد بدأ عملاء البنوك الخاصة الكبرى باتخاذ نهج أكثر تحفظاً، حيث اتجهوا لتقليص حجم استثماراتهم في الأسهم بدلاً من زيادة الضمانات لتغطية محافظ الأصول، تجنباً لمزيد من طلبات تغطية الهامش التي فرضتها اضطرابات السوق.

رؤية استثمارية طويلة المدى رغم تقلبات الأسواق

من اللافت أن الشركات التي ضخ فيها أثرياء العالم استثماراتهم الأخيرة ليست شركات عشوائية، بل كيانات تربطهم بها علاقات طويلة وتجارب ناجحة سابقة. فقد قامت عائلة سليم، على سبيل المثال، باستثمارات كبيرة في "بي بي إف إنرجي" خلال فترات تراجع سابقة، وحققت مكاسب هائلة لاحقاً وصلت إلى 600% بعد تعافي أسواق الطاقة.