تشهد سماء مكة المكرمة يومي الثلاثاء والأربعاء واحدة من أروع الظواهر الفلكية المتكررة سنويًا، وهي تعامد الشمس على الكعبة المشرفة، حيث تسقط أشعة الشمس بشكل عمودي تمامًا على الكعبة، ما يؤدي إلى اختفاء ظلال الأجسام العمودية في مشهد يعكس دقة وانتظام النظام الكوني.
وأوضح المهندس ماجد أبو زاهرة، رئيس الجمعية الفلكية بجدة، في بيان اليوم الاثنين، أن التعامد الأول سيحدث غدًا الثلاثاء عند الساعة 12:18 ظهرًا بتوقيت مكة المكرمة، بالتزامن مع أذان الظهر، حيث تبلغ الشمس زاوية ارتفاع تبلغ 89.56 درجة فوق الأفق.
ويُعاد المشهد يوم الأربعاء في التوقيت ذاته تقريبًا، لكن بزاوية ارتفاع 89.54 درجة، وهو فرق طفيف يكاد لا يُلاحظ، مؤكدًا أن هذه الظاهرة تحدث عندما تكون الشمس فوق خط عرض مكة (21.4° شمالًا)، وتكون أشعتها متعامدة تمامًا مع سطح الأرض في موقع الكعبة.
وأشار أبو زاهرة إلى أن ظاهرة التعامد تحدث مرتين سنويًا، الأولى في نهاية شهر مايو، والثانية في منتصف يوليو، بسبب ميل محور الأرض بـ23.5 درجة، ما يؤدي إلى حركة الشمس الظاهرية شمالًا وجنوبًا بين مداري السرطان والجدي.
وأضاف أن لهذه الظاهرة أهمية فلكية كبيرة، إذ تتيح تحديد اتجاه القبلة بدقة عالية جدًا من أي مكان في العالم، من خلال رصد موقع الشمس في لحظة التعامد، وهو أسلوب استخدمه المسلمون قديمًا قبل ظهور البوصلة، ولا يزال معتمدًا بدقته حتى اليوم.
كما أشار إلى أن الحدث يمثل فرصة فريدة لدراسة ظاهرة الانكسار الجوي وتأثير الغلاف الجوي على موقع الشمس الظاهري عند اقترابها من نقطة السمت (النقطة الرأسية مباشرة فوق الرأس).
وأوضح أن لحظة التعامد تشهد اختفاء الظلال بشكل شبه كامل في ساحة الحرم، خاصة للأجسام العمودية مثل الأعمدة والأدوات المستقيمة، وهو ما يمنح الزائرين مشهدًا بصريًا بديعًا يجمع بين الجمال الطبيعي والدقة العلمية.
واختتم أبو زاهرة بالتأكيد على أن ظاهرة تعامد الشمس على الكعبة هي من أجمل الظواهر التي تجسّد روعة النظام الشمسي ودقة الحسابات الفلكية، كما أنها تمثل مناسبة هامة لهواة الفلك والعلماء والمجتمعات الإسلامية في أنحاء العالم لتأمل عظمة هذا الكون وتحديد القبلة بأعلى دقة ممكنة.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.