تحتضن مدينة طنجة، أيام 12 و13 و14 يونيو المقبل، تظاهرة علمية في مجال الجراحة القولونية والمستقيمية، بمناسبة انعقاد الدورة الرابعة عشرة للمؤتمر المتوسطي للبروكتولوجيا.
المؤتمر الطبي والعلمي يرى النور بإشراف الجمعية المتوسـطية للكولوبروكتولوجيا (MSCP)، بشراكة مع جمعية جراحي الشمال، وبدعم من كلية الطب والصيدلة بطنجة والمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس، إلى جانب مساهمة وازنة من مؤسسات وهيئات علمية دولية من أوروبا وأمريكا ودول مغاربية.
ويشكل هذا الحدث، وفق الجهة المنظمة، محطة بارزة في مسار تعزيز التعاون العلمي والطبي بين بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط، خاصة أن هذا الموعد السنوي ينظم بشكل دوري في إحدى المدن المتوسطية. وقد نال المغرب هذا العام شرف استضافته لأول مرة؛ ما يعكس الثقة المتزايدة في الكفاءات الوطنية الصحية والعلمية المغربية.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور فادي بنغموش، الكاتب العام لجمعية جراحي الشمال عضو اللجنة المنظمة، إن “تنظيم هذا المؤتمر بالمغرب ليس وليد الصدفة؛ بل جاء ثمرة تخطيط استراتيجي دام لأكثر من عام، وتعاون منسجم بين أطراف عديدة، عملت جميعها بروح الفريق لإنجاح هذا الحدث”.
وأضاف بنغموش، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، قائلا: “وضعنا منذ البداية هدفا واضحا نصب أعيننا، يتمثل في تنظيم تظاهرة علمية بمعايير دولية، مع الحرص على ترسيخ موقع المغرب كمحور علمي متوسطي بارز في مجال البروكتولوجيا”.
وأشار الجراح المغربي إلى أن البرمجة العلمية للمؤتمر حرصت على تحقيق توازن دقيق بين الابتكار العلمي والأكاديمي والتكوين العملي؛ من خلال جلسات علمية ومداخلات رفيعة المستوى يقدمها نخبة من الأساتذة، بالإضافة إلى نقل مباشر لعمليات جراحية متقدمة تجرى داخل غرف عمليات المركب الجراحي بالمركز الاستشفائي الجامعي بطنجة.
وأوضح المتحدث عينه أن اختيار مدينة طنجة لاحتضان هذا الحدث لم يكن عشوائيا؛ بل انطلق من كون المدينة تجسّد روح الانفتاح وتحمل رصيدا تاريخيا غنيا، إلى جانب توفرها على كلية طب وصيدلة أصبحت مؤهلة لاحتضان فعاليات علمية ذات بعد دولي.
وتابع قائلا: “نحن نؤمن بأن الطبيب المغربي يمتلك من الكفاءة والطموح ما يؤهله إلى الريادة، وأن كل ما يحتاجه هو منصة حقيقية تبرز قدراته وتوفر له فرص التكوين والتطور المستمر.
وختم بنغموش تصريحه بالتأكيد على أن المؤتمر يعد مناسبة لبناء جسور التواصل بين الأجيال والخبرات، وبين ضفتي المتوسط، في سبيل خدمة المريض أولا، وتجسيدا لرسالة الطب القائمة على النبل والالتزام والتجدد.
ويتضمن البرنامج العلمي للمؤتمر المتوسطي للبروكتولوجيا، وفق معطيات توصلت بها هسبريس، جلسات غنية ومتكاملة، تتمحور حول أحدث التقنيات المعتمدة في تشخيص وعلاج أمراض الشرج والمستقيم. وتشمل المواضيع المطروحة من قبيل تقنيات العلاج بالليزر، والجراحة الروبوتية، والتعامل مع حالات تدلي المستقيم، إلى جانب المستجدات المرتبطة بسرطان القولون والمستقيم.
يواكب المؤتمر، تبعا للمصدر ذاته، تنظيم ورشات تطبيقية وجراحات حية تنقل مباشرة من غرف العمليات بالمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بطنجة، تحت إشراف وتأطير نخبة من الخبراء الدوليين، بما يتيح للمشاركين معايشة تفاصيل دقيقة من الممارسة الجراحية الحديثة.
وتنظم فعاليات المؤتمر بالتوازي بين وحدة فندقية بعروس الشمال وكلية الطب والصيدلة بطنجة، حيث تتوزع الجلسات على محاضرات رئيسية وعروض لحالات سريرية معقدة، وورشات تقنية ومناقشات علمية تفاعلية تجمع كبار الجراحين والباحثين من مختلف أنحاء المعمور.
وتتميز فعاليات المؤتمر بحضور ومشاركة قامات طبية وكفاءات علمية مرموقة من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا وسويسرا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا وبلجيكا والبرتغال والمملكة العربية السعودية وتونس ومصر والبرازيل والسنغال والمكسيك وليتوانيا وفنزويلا واليونان والمغرب؛ ما يجعل من هذه الدورة محطة علمية دولية بامتياز.
وتراهن الجهة المنظمة على هذا المؤتمر العلمي للبصم على مسار تطور الجراحة المغربية، خاصة فيما يتصل بتعزيز فرص التكوين المستمر وتبادل الخبرات والانفتاح على أحدث الابتكارات والتقنيات في مجال البروكتولوجيا، مؤكدة أنه يأتي تتويجا لسنوات من العمل الدؤوب في سبيل إشعاع الطب المغربي على الصعيد الدولي وتعزيز مكانة طنجة كمركز علمي متوسطي.