في تطور إنساني لافت وسط تصاعد الأعمال العسكرية، أعلنت روسيا وأوكرانيا عن تبادل مئات الأسرى من الجانبين، في خطوة تعكس بصيص أمل في ظل الحرب المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.
يأتي هذا التبادل بعد محادثات مباشرة بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول، ويُعد من أكبر عمليات تبادل الأسرى منذ اندلاع النزاع.
تبادل 307 أسيرًا من كل جانب
أعلنت وزارة الدفاع الروسية ووزارة الدفاع الأوكرانية عن تبادل 307 أسرى حرب من كل جانب يوم السبت، في إطار اتفاق تم التوصل إليه خلال محادثات إسطنبول في 16 مايو.
يُذكر أن هذا التبادل يأتي بعد يوم من تبادل 390 أسيرًا، ليصل إجمالي عدد الأسرى المتبادلين إلى 697 خلال يومين.
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أكد عبر حسابه على تيليجرام أن من بين العائدين جنود من الجيش الأوكراني، وحرس الحدود، والحرس الوطني. وأشار إلى أن "نتوقع المزيد غدًا"، في إشارة إلى استمرار عمليات التبادل
تفاصيل التبادل ومواقع التنفيذ
تم تنفيذ عملية التبادل عند الحدود بين بيلاروس وأوكرانيا، حيث تلقى الأسرى العائدون من الجانبين الرعاية الطبية والنفسية اللازمة قبل نقلهم إلى بلدانهم.
الجانب الروسي أعلن أن الأسرى العائدين سيخضعون للعلاج والتأهيل في المؤسسات الطبية التابعة لوزارة الدفاع.
تصاعد الهجمات على كييف
تزامنًا مع عملية التبادل، شهدت العاصمة الأوكرانية كييف واحدة من أكبر الهجمات الجوية منذ بداية الحرب، حيث أطلقت روسيا 14 صاروخًا باليستيًا و250 طائرة مسيّرة.
أسفرت الهجمات عن إصابة 15 شخصًا على الأقل، وتسببت في أضرار جسيمة في عدة مناطق من المدينة، خاصة في منطقة أوبولون.
الرئيس زيلينسكي أدان هذه الهجمات، معتبرًا أنها تقوض جهود السلام، ودعا المجتمع الدولي إلى فرض مزيد من العقوبات على روسيا.
جهود الوساطة الدولية
تُعد هذه العملية جزءًا من اتفاق أوسع لتبادل 1000 أسير من كل جانب، تم التوصل إليه خلال محادثات إسطنبول، التي جاءت بعد جهود وساطة دولية، بما في ذلك دور بارز للولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة.
وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف أشار إلى إمكانية تقديم مسودة اتفاق سلام بعد الانتهاء من عمليات التبادل، في حين لم تُحدد بعد مكان أو زمان الجولة المقبلة من المحادثات.
رغم أن تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا يُعد خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح، إلا أن استمرار الهجمات العسكرية، خاصة على العاصمة كييف، يُلقي بظلال من الشك على إمكانية تحقيق تقدم حقيقي نحو وقف إطلاق النار.
تبقى الأيام القادمة حاسمة في تحديد ما إذا كانت هذه الخطوات الإنسانية ستُترجم إلى تقدم سياسي ملموس.