الأوروبيون يقلصون رحلاتهم إلى أمريكا لهذا السبب

يقلص الأوروبيون تقليص رحلاتهم بنسبة 10% إلى الولايات المتحدة بالتزامن مع دخول موسم الصيف المزدحم، في إشارة جديدة إلى أن بعض المسافرين الدوليين يتجنبون زيارة أمريكا مع تزايد ردود الفعل الرافضة لسياسات الرئيس دونالد ترامب.

وتوقعت شركة "تورزم إيكونوميكس" (Tourism Economics) إن الانخفاض في حجوزات الرحلات الجوية من كندا إلى الولايات المتحدة خلال الفترة من مايو إلى يوليو أكثر حدة، إذ بلغ 33%. وتتوقع المجموعة تراجعاً بنسبة 8.7% في عدد الوافدين الدوليين إلى الولايات المتحدة خلال عام 2025 بأكمله.

ونوهت "تورزم إيكونوميكس"، التابعة لمجموعة "أوكسفورد إيكونوميكس" (Oxford Economics)، إلى أن رسوم "يوم التحرير" التي فرضها ترمب على شركاء تجاريين تقليديين مثل كندا والاتحاد الأوروبي، أسهمت في توليد ما وصفته بـ"الرياح المعاكسة في المعنويات". كما أضافت أن مواقف إدارة ترمب، والحوادث الحدودية التي حظيت بتغطية إعلامية واسعة، والتنبيهات الوطنية التي تحذر من مخاطر السفر إلى الولايات المتحدة، أثرت جميعها على الطلب.

قالت المجموعة: "نتوقع انخفاضاً بقيمة 8.5 مليار دولار (أي بنسبة 4.7%) في إنفاق الزوار الدوليين خلال عام 2025 مقارنةً بعام 2024". وأضافت أن "هذه التراجعات تمثل تناقضاً حاداً مع توقعاتنا السابقة باستمرار نمو ما بعد الجائحة هذا العام".

صعّد ترمب حدة التوترات عبر الأطلسي يوم الجمعة عندما هدد بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على الواردات من الاتحاد الأوروبي ابتداءً من الأول من يونيو، قائلاً في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي إن "محادثاتنا معهم لا تحقق أي تقدم".

أدى ذلك إلى تراجع أسهم شركات الطيران الأميركية والأسواق بشكل عام، إذ هبط سهم "دلتا إيرلاينز" بنسبة 3.2% قبل بدء تداولات السوق في نيويورك، بينما تراجع سهم "أميركان إيرلاينز" بنسبة 3.7%، وانخفض سهم "يونايتد إيرلاينز" بنسبة 2.9%. كما هبط مؤشر "ستوكس 600" لأسهم الشركات الأوروبية بنسبة 2%.

جاءت التوقعات الجديدة لشركة "تورزم إيكونوميكس" متزامنةً مع بداية عطلة نهاية الأسبوع بمناسبة "اليوم التذكاري"، التي تُعد انطلاقة غير رسمية لموسم السفر الصيفي في الولايات المتحدة. بحسب المجموعة، فإن حجوزات السفر الدولية القادمة إلى الولايات المتحدة انخفضت بنسبة 9.5% في مايو مُقارنةً بالفترة نفسها من العام الماضي، كما تراجعت الرحلات المقررة لشهر يونيو بنسبة 10.8%، فيما انخفضت الرحلات المخططة لشهر يوليو انخفاضاً بنسبة 13%.

تتطابق هذه التوقعات مع تحديثات جديدة صادرة عن شركات الطيران الأوروبية والأميركية؛ إذ تراجع عدد منها عن توقعاتها للعام 2025 في ضوء التأثيرات غير المتوقعة للرسوم الجمركية الأحادية التي فرضها ترمب، وسط محادثات تجارية جارية مع عشرات الدول.

أفادت شركات الطيران الأوروبية الكبرى، مثل "لوفتهانزا"، و"آي إيه جي" (IAG)، و"إير فرانس-كيه إل إم" (Air France-KLM)، بوجود ضعف في الطلب على مقاعد الدرجة الاقتصادية عبر المحيط الأطلسي هذا الصيف. في المقابل، قالت شركتا الطيران المتخصصتان في الرحلات القصيرة "رايان إير" (Ryanair) و"إيزي جيت" (EasyJet) إنهما تستفيدان من ارتفاع الطلب داخل المنطقة الأوروبية، مع تفضيل المسافرين البقاء ضمن القارة.

في الولايات المتحدة، تواصل شركات الطيران مواجهة حالة من عدم اليقين الاقتصادي التي أضعفت الطلب المحلي، إلى جانب الانخفاض الحاد في عدد الزوار الكنديين، وضعف الدولار الذي يجعل السفر إلى الخارج أكثر تكلفة.

قالت شركة "ساوث ويست إيرلاينز" (Southwest Airlines) خلال مؤتمر صناعي يوم الخميس، إنها لا تزال تلاحظ ضعفاً في الطلب، وتتوقع تراجعاً بنسبة 4% في الإيرادات خلال هذا الربع.

كانت عدة شركات طيران أميركية تراجعت عن توقعاتها لأرباح العام الكامل الشهر الماضي، مشيرةً إلى انهيار مفاجئ في الطلب أدى إلى تعقيد المشهد. أسهمت مخاوف من الحروب التجارية والتضخم وتخفيضات في الوظائف الحكومية، إضافة إلى غموض السياسات الحدودية، في هذا التراجع.

من جهتها، قالت شركة "أميركان إيرلاينز" في المؤتمر نفسه إن الطلب قد استقر منذ سحبها لتوقعاتها لعام 2025، في حين أشارت شركة "يونايتد إيرلاينز" أيضاً إلى بيئة مستقرة من حيث الحجوزات والإيرادات.