وزير الخزانة الأمريكي: رسوم ترامب الجمركية ستدر مئات المليارات

تفاقمت حدة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، عقب تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية تصل إلى 50% على مجموعة واسعة من الواردات الأوروبية، الأمر الذي قوبل بردود فورية من كبار المسؤولين الأوروبيين، وسط مخاوف من اندلاع حرب تجارية جديدة بين ضفتي الأطلسي.

رسوم ترامب الجمركية ستدر مئات المليارات

قال وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، إن التقديرات تشير إلى أن الولايات المتحدة يمكن أن تجني مئات المليارات من الدولارات سنويًا من خلال فرض الرسوم الجمركية المخطط لها، معتبرًا أنها جزء من استراتيجية الرئيس ترامب لإعادة التوازن التجاري مع أوروبا.

وأوضح بيسنت، أن المقترحات التجارية التي تقدم بها الاتحاد الأوروبي لا تلبي طموحات الإدارة الأميركية ولا ترقى إلى مستوى بناء شراكة اقتصادية عادلة. وأشار إلى أن البيت الأبيض يأمل أن يكون التهديد بفرض رسوم بنسبة 50% دافعًا للأوروبيين لتقديم تنازلات جوهرية على طاولة المفاوضات، وفقًا لشبكة فوكس نيوز.

وأضاف أن العديد من الشركاء التجاريين العالميين يتفاوضون بحسن نية مع الولايات المتحدة، باستثناء الاتحاد الأوروبي، في إشارة إلى ما وصفه بتراجع مستوى الثقة بين الجانبين.

باريس: التهديد لا يخدم المفاوضات

وفي أول رد أوروبي رسمي، قال وزير التجارة الفرنسي لوران سان مارتين، يوم الجمعة، إن التهديد الأميركي بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% لا يخدم العملية التفاوضية الجارية حاليًا بين الطرفين.

وأكد سان مارتين في منشور عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، أن فرنسا متمسكة بموقفها الداعي إلى التهدئة، مشددًا على أن بلاده والاتحاد الأوروبي مستعدون للرد إذا ما مضت واشنطن في تنفيذ هذه التهديدات.

ترامب يلوّح بالتصعيد اعتبارًا من 1 يونيو

كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلن، عبر منصته "تروث سوشيال"، عن تصعيد جديد في النزاع التجاري مع أوروبا، ملوّحًا ببدء تنفيذ الرسوم الجمركية المرتفعة على الواردات الأوروبية اعتبارًا من 1 يونيو 2025، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاقات تجارية أكثر عدالة، حسب تعبيره.

وربط ترامب هذه الخطوة بما وصفه بـ"الخلل المزمن في الميزان التجاري" بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، مؤكدًا أن السياسات الأوروبية، خاصة في ملفي المنتجات الزراعية والسيارات، تلحق الضرر بالشركات الأميركية.

تصاعد القلق ومخاوف من مواجهة تجارية شاملة

يأتي هذا التصعيد في وقت تعتمد فيه العديد من دول الاتحاد الأوروبي، وعلى رأسها فرنسا وألمانيا وأيرلندا، على السوق الأمريكية لتصريف جزء كبير من صادراتها، الأمر الذي يجعل أي تحرك جمركي أمريكي واسع النطاق ذا تأثير كبير على الاقتصادات الأوروبية.

وقد حذر مراقبون اقتصاديون من أن فرض الرسوم الجمركية الجديدة قد يشكل ضربة قوية للعلاقات التجارية بين الطرفين، ويفتح الباب أمام ردود أوروبية مماثلة، مما يثير المخاوف من اندلاع حرب تجارية شاملة بين أكبر كتلتين اقتصاديتين في العالم.

الاتحاد الأوروبي: نفضّل الحوار لكننا جاهزون للرد

من جانبها، تعمل مؤسسات الاتحاد الأوروبي على إبقاء باب الحوار مفتوحًا مع واشنطن، أملاً في تجنب انفجار تجاري محتمل، وفي الوقت نفسه، أكدت عدة عواصم أوروبية، أبرزها باريس وبرلين، استعدادها لاتخاذ إجراءات مضادة في حال أقدمت الولايات المتحدة على تنفيذ تهديداتها.

ويُذكر أن الاتحاد الأوروبي سبق أن خاض مواجهة جمركية مع إدارة ترامب خلال فترته الرئاسية الأولى، شملت حينها تبادل فرض الرسوم على منتجات مثل الفولاذ، النبيذ، والطائرات، وانتهت بجولات تفاوض مضنية.

الأسواق تترقب والحذر يسود

تسود حالة من القلق في الأوساط الاقتصادية والأسواق الأوروبية، في ظل عدم وضوح آفاق المفاوضات ومستقبل العلاقات التجارية، وبينما تدفع بروكسل نحو التهدئة والحوار، ترى واشنطن في التصعيد وسيلة للضغط من أجل اتفاقات تجارية أكثر "إنصافًا" من وجهة نظرها.

وبين الخطاب السياسي الحاد والرغبة في التوصل لتفاهمات تجارية جديدة، تبقى الأسواق العالمية في حالة ترقّب حذر لما قد تحمله الأسابيع القادمة من تطورات على صعيد التجارة الدولية.