تستعد القاهرة لاستضافة منتدى السياحة البحرية الأول في مصر يومي ١ و٢ يونيو ٢٠٢٥، تحت شعار "استكشاف التراث المصري"، وفقًا لتقرير نشرته كروز إندستري نيوز بتاريخ ٢١ مايو ٢٠٢٥. يهدف المنتدى إلى تعزيز مكانة مصر كوجهة رئيسية في صناعة الرحلات البحرية العالمية، ويدعم تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للسياحة المستدامة ٢٠٣٠.
يجمع الحدث، المنظم برعاية هيئة قناة السويس وبدعم شركاء من الخليج وأوروبا، قادة شركات الرحلات البحرية العالمية، وممثلي الموانئ، وخبراء السياحة، ومسؤولين حكوميين لمناقشة تطوير البنية التحتية الساحلية.
تمتلك مصر، بموانئها مثل الإسكندرية وبورسعيد والصافيجا وعين السخنة، موقعًا استراتيجيًا يربط البحر المتوسط بالبحر الأحمر.
يرى الخبراء أن يضيف استغلال هذا الموقع مليارات لقطاع السياحة البالغ ٣٠ مليار دولار، لكن تتطلب المنافسة مع مراكز مثل دبي استثمارات ضخمة في الموانئ والخدمات اللوجستية.
جلسات استراتيجية ترسم مستقبل الرحلات البحرية
تشهد جلسات المنتدى نقاشات حول تطوير الموانئ والسياحة المستدامة والتسويق السياحي، وتسعى إلى إدماج الرحلات البحرية في استراتيجية مصر الاقتصادية.
تركز الجلسات على تحديث مرافق الموانئ الرئيسية، مثل بورسعيد التي استقبلت ٥٠ سفينة سياحية في ٢٠٢٤، والترويج لمعالم مثل الأهرامات ومعابد الأقصر.
يقدم المنتدى برنامجًا ثقافيًا يشمل زيارات للمتحف المصري الكبير وخان الخليلي، ويعرض تراث القاهرة الغني للحضور. سجلت الرحلات البحرية في البحر الأحمر ١٢٠ ألف زائر في ٢٠٢٣، مما يكشف عن إمكانات كبيرة، لكن تعيق التأخيرات الإدارية وسعة الأرصفة المحدودة النمو. يوصي الخبراء بتبسيط الإجراءات وتطبيق تقنيات موانئ خضراء لجذب شركات الرحلات البحرية المهتمة بالاستدامة، مما يعزز النمو طويل الأمد دون الإضرار بالبيئة.
تأثيرات اقتصادية تدعم النمو المحلي
يحفز توسيع قطاع الرحلات البحرية اقتصاد المدن الساحلية، ويخلق آلاف الوظائف في السياحة والخدمات. يربط المنتدى البحر الأحمر بالمتوسط عبر مسارات منسقة، ويتماشى مع رؤية مصر ٢٠٣٠ التي تستهدف ٣٠ مليون سائح بحلول ٢٠٢٨ بنمو سنوي ٢٥-٣٠%.
ساهمت السياحة في ٢٠٢٤ بنسبة ١٢% من الناتج المحلي، وينفق السياح البحريون ٢٠٠ دولار لكل زيارة ميناء، مما يرفع الإيرادات.
يشكل الاعتماد الكبير على السياحة مخاطر، كما شهد ٢٠١١ انخفاض الزوار بنسبة ٣٣% خلال الربيع العربي.
ينصح الخبراء بتنويع التجارب السياحية، مثل دمج الرحلات مع فعاليات ثقافية كحفل "مشروع ميم" في القاهرة يوم ٢٣ مايو ٢٠٢٥، لضمان الطلب المستدام وحماية المواقع التراثية من الازدحام.
القاهرة النابضة تعزز جاذبية السياح
تضفي القاهرة، بحيويتها الثقافية، سحرًا يجذب سياح الرحلات البحرية، وتدعم طموح مصر كمركز بحري. تستضيف المدينة في ٢٣ مايو ٢٠٢٥ فعاليات مثل حفل "مشروع ميم" بمشاركة مروان بابلو في مدينة مهرجانات القاهرة، وجولة درب اللبانة في قلعة صلاح الدين، وتجمع بين الحداثة والتاريخ. تقدم تجارب الطعام، مثل "الإفطار بجانب المسبح" في منتجع بيراميدز بارك، خيارات متنوعة ترضي الزوار.
أظهر ٢٠٢٣ انتعاش السياحة بـ١٤٫٩ مليون زائر، لكن يشدد الخبراء على ضرورة التسويق المكثف وتطوير البنية التحتية للحفاظ على زخم المنتدى، مما يجعل القاهرة نقطة جذب رئيسية في خطوط الرحلات البحرية.
تحديات وفرص لبناء قوة بحرية
يمثل المنتدى خطوة طموحة، لكن تواجه مصر تحديات كبيرة. تستقبل موانئها، مثل الإسكندرية، ٤٠% فقط من حركة الرحلات بدبي في ٢٠٢٤، وتعرقل التوترات الجيوسياسية في البحر الأحمر المشغلين، كما أدت هجمات الحوثيين في ٢٠٢٢ إلى إعادة توجيه ١٠% من الرحلات.
يعزز تحديث الموانئ وتأمينها ثقة المستثمرين، وتجذب الشراكات مع شركات خليجية وأوروبية استثمارات بقيمة مليار دولار، مستلهمة نجاح الإمارات. تمزج مصر تراثها الفريد مع بنية تحتية حديثة، وتتجاوز العقبات، وترسخ مكانتها كمركز بحري عالمي، مما يدفع النمو الاقتصادي ويرفع مكانة السياحة المصرية لعقود قادمة.