الجنيه يسترد قوته ويضرب الدولار .. شوف الأسباب والتوقعات المستقبلية

فجأة وبدون مقدمات، الجنيه المصري بدأ يسترد جزء من قيمته قدام الدولار، بعد ما كان الدولار وصل ل 51.73 جنيه، دلوقتي نزل لـ50.17 جنيه، طب يا ترى إيه اللي حصل، وليه الجنيه بدأ يقوى تاني، وهل ده معناه إن الجنيه بيضرب الدولار؟
 

في الحقيقة، القصة بدأت من بره مصر، لما ترامب فجأة قرر يوقف حرب الرسوم الجمركية اللي كان شغال فيها، وخاصة مع الصين، وده خلى المستثمرين الأجانب يرجعوا تاني للأسواق الناشئة، وأولهم السوق المصري، ويشتروا أدوات دين بالجنيه، وده طبعًا قلل الطلب على الدولار، ورفع قيمة الجنيه.

كمان، البنك المركزي المصري كان واخد خطوة جريئة في مارس اللي فات، وهي إنه حرر سعر الصرف بالكامل علشان يقضي على السوق السودا، ويقفل فجوة الدولار، ويمشي على خطى صندوق النقد.

ونقدر نقول إن الخطوة دي بدأت تجيب نتيجة كويسة جذا، والفلوس بدأت ترجع تاني مصر، سواء من مستثمرين أجانب، أو من تحويلات المصريين في الخارج اللي وصلت لـ32.6 مليار دولار.

طب يعين إيه الكلام ده؟

يعني الدولار بدأ يتوفر أكتر في البنوك والصرافات، وده خفف الضغط عليه، فـ الجنيه بدأ يتحسن، وكل ده في إطار نظام العرض والطلب، فكل ما يزيد المعروض من الدولار، الجنيه يقوى، وكل ما يقل المعروض، الجنيه يضعف.

كمان في عامل مهم جدا وهو الثقة في التزام مصر بالإصلاح الاقتصادي، واللي خلت المستثمرين الأجانب يرجعوا يشتروا أذون وسندات خزانة بالجنيه، وكمان البنك المركزي نفسه بقى واضح جدا إننا ماشيين على خطة إصلاح، مش بنرجع لورا.

طيب هل ده معناه إن الجنيه هيفضل يقوى، ولا فيه عوامل ممكن تأثر عليه؟

ده اللي هنعرفه الفترة الجاية، بس اللي نقدر نقوله دلوقتي إن فيه تحسن حقيقي، مش مؤقت، ومصر بتاخد خطوات اقتصادية مدروسة بتخليها تقف على رجليها تاني.

وحاليا الخبرا بيقولوا إن اللي بيحصل دلوقتي مش مجرد موجة مؤقتة، ده بداية مرحلة جديدة للاقتصاد المصري، فالجنيه بيرجع ياخد مكانته على حساب الدولار اللي بيتراجع، عشان كده التوقعات رايحة على إن الدولار ممكن يواصل نزوله لو استمر الاقتصاد المصري في التحسن، يعني الجنيه مش بس بيرجع، وده بيثبت إنه اللي جاي أحسن بكتير.

الجنيه المصري النهاردة بيحكي قصة نجاح.. قصة اقتصاد بيتعافى.. وسوق بينتعش.. ومواطن بيحس إن فلوسه بقت ليها قيمة أكبر.