أمر المستشار أحمد عطية، المحامي العام الأول لنيابات بني سويف، بحبس شاب أربعة أيام على ذمة التحقيقات، لاتهامه بقتل والده عمدًا مع سبق الإصرار، وخنقِه بـ«كوفية»، وإضرام النيران في جثته داخل منزل مهجور بقرية إدراسيا التابعة لمركز إهناسيا، وذلك في محاولة منه لإخفاء معالم جريمته.
كما كلفت النيابة العامة الأجهزة الأمنية باستكمال التحريات حول الواقعة، وانتدبت الطب الشرعي لتشريح الجثمان وبيان أسباب الوفاة، كما صرّحت بدفن الجثة عقب الانتهاء من الإجراءات.
كانت النيابة العامة قد انتقلت إلى موقع العثور على الجثة، وتبيّن من مناظرتها أن الجثة متفحمة بالكامل، وموضوعة داخل جوال في غرفة بالدور الثاني في منزل مهجور بقرية إدراسيا.
وكشفت المعاينة أن الجريمة ارتُكبت على مرحلتين: الأولى داخل منزل الأسرة بقرية العواونة، حيث وقعت مشادة كلامية بين المتهم ووالده، أقدم على إثرها المتهم على خنق والده بكوفية في صالة المنزل، في وقتٍ كانت فيه الأم والشقيقة خارج المنزل ثم وضع جثة والده داخل جوال، وحملها على تروسيكل يمتلكه، وتوجه بها إلى منزل مهجور بقرية إدراسيا، حيث قام بإشعال النيران فيها لإخفاء ملامح الجريمة.
وتبين من تحقيقات النيابة أن المنزل الذي شهد الجريمة الأولى بقرية العواونة مكوّن من طابقين، وأن المتهم خطّط لنقل الجثة وإحراقها لإيهام الجميع بتغيب والده، وهو ما فعله بعد ارتكاب الجريمة واعترف المتهم خلال التحقيقات أمام النيابة العامة بجريمته تفصيلًا، وقال إن والده، الذي يعمل تاجر خردة، كان دائم الشجار معه ومع والدته وشقيقته بسبب إدمانه المخدرات، وأنه كان يستولي على أجره اليومي الذي يحصل عليه من عمله كعامل خردة، ليشتري به المخدرات.
وأضاف المتهم أن يوم الحادث كان قد خلا المنزل من والدته وشقيقته، فدخل مع والده في مشادة كلامية تحولت إلى عراك، انتهى بخنق والده باستخدام «كوفية» حتى لفظ أنفاسه وأشار إلى أنه أبلغ الشرطة بعد الجريمة بيوم واحد فقط مدعيًا أن والده اختفى فجأة، في محاولة لتضليل الأمن، لكن أجهزة البحث الجنائي بمديرية أمن بني سويف، بإشراف اللواء محمد الخولي، مدير إدارة البحث، نجحت في كشف غموض اختفاء تاجر الخردة في أقل من 24 ساعة، بعدما ورد بلاغ من الابن نفسه بتغيب والده عن المنزل.
وعلى الفور أمر اللواء أسامة جمعة مدير أمن بنى سويف اللواء محمد الخولى مدير البحث الجنائى بتشكيل فريق بحث من رئيس مباحث إهناسيا وضباطه، وتبيّن أن الابن، ويدعى «محمود ر. إ.»، 22 سنة، وراء ارتكاب الجريمة، بعد أن رُصدت تحركاته عبر كاميرات المراقبة، وظهوره وهو يغادر المنزل حاملًا جوالًا على متن تروسيكل وبمواجهته بما توصلت إليه التحريات، أقر تفصيلًا بارتكاب الجريمة، وتم القبض عليه وعرضه على النيابة التي باشرت التحقيقات.