الخميس، 22 مايو 2025 06:38 م 5/22/2025 6:38:49 PM
في زمن تتشابك فيه التحديات وتتغير معادلات العمل السياسي، تظل بعض التجارب كأشعة الضوء الهادئة التى تتسرب فى العتمة، ولا تبحث عن صخب بل عن تأثير.
تجربة انضمامى لـ"حزب الوعي" نائبا لرئيس الحزب ومشرفا على مركز الدراسات ، ليست مجرد محطة في مسيرتى، بل منعطف مهم أضاف إلى خبراتي الإعلامية بُعدًا جديدًا، ومكّنني من الاقتراب أكثر من نبض الشارع، وفهم أعمق لما ينتظره الناس من السياسة والسياسيين.
ويتميّز الدكتور باسل عادل رئيس حزب الوعي، بقدرة كبيرة على بناء الجسور مع الآخرين؛ فهو ليس فقط سياسيًا حاضر الذهن، بل يمتلك أدوات التأثير الهادئ والتواصل الذكي، وفي مؤتمراته تُفتح دوائر الحوار، وتُحترم كل وجهات النظر، لما يتمتع به من هدوء الاستماع ومرونة احتواء الخلاف، دون أن يتنازل عن ثوابت الموقف ، وفي المؤتمرات الجماهيرية، يظهر وجه آخر من شخصيته، يتمثل فى ثبات الحضور، وصدق الخطاب، وقدرة على كسب القلوب والعقول ولا يفرض وصايته ويجعل من السياسة مساحة للتقارب لا ساحة التناحر.
دخل "حزب الوعي " المشهد برسالة سياسية وطنية لا تعرف الصدام ولا تنتهج التملق ، وتعتمد على مبدأ بسيط وعميق هو أن تكون منحازًا للوطن، وتنتقد حين يجب النقد، وتدعم حين يستحق الدعم، وتحافظ على تماسك الدولة، وأنت تمارس دورك الرقابي والسياسي بعين مفتوحة وضمير يقظ.
ومن العلامات الفارقة في تجربة الحزب هي التوسع في المحافظات من خلال "كتائب الوعى، وهى ليست مجرد تشكيل تنظيمي،ولكن تجسيد لروح جديدة في العمل الحزبي؛ قريبة من الناس ومتفاعلة مع قضاياهم، تحمل إليهم صوت الحزب، وتنقل منهم نبض الواقع ، ولم تدخل كتائب الوعى إلى القرى والنجوع بالشعارات، بل بالفعل والحضور والعمل الميداني.
ومنذ اللحظة الأولى، التزم "حزب الوعي "بأن يكون حاضرًا في كل ملف يهم المواطن، وتحرك على الأرض، وناقش وشارك وطرح رؤى وحلولًا واقعية، في الصحة والتعليم، والعدالة الاجتماعية وقوانين تمس حياة الناس مثل الايجارات القديمة ودعم الفئات الأكثر احتياجًا ،وهذه ليست شعارات بل مواقف موثقة، تشهد بها ساحات العمل.
وفي مشهد سياسي قد تغلب تغلب عليه الحدة تميز الحرب بقدرته على الاتزان الواعي ومارس النقد بوعي ومسؤولية، دون أن يقع في فخاخ الهدم أو التشكيك، وحرص على دعم مؤسسات الدولة دون أن يتنازل عن دوره في الرقابة والمساءلة، وهذه المعادلة الصعبة، نجح الحزب في تطبيقها بإصرار وهدوء.
وما يميز الحزب الروح الجماعية في القيادة، فلا مكان لقرار فردي أو رأي مفروض، بل نقاش مفتوح ورؤى متعددة، تنصهر في بوتقة واحدة لصالح الهدف الوطني ،وهذا ما منح الحزب قدرة على الاستمرار والتطور، ومكّنه من بناء كوادر حقيقية، لا تابعة ولا هامشية.
أقول بوضوح وصراحة أنا أعتز بوجودى فى حزب الوعى ، والتجربة لم تُضف فقط إلى مسيرتي المهنية الصحفية والاعلامية الطويلة، بل رسخت اقتناعى بأن السياسة يمكن أن تكون طريقًا نبيلًا للبناء، إذا اقترنت بالوعي والمسؤولية، ومصر تستحق منا وعيًا أكبر، وجهدًا أنقى، وأملًا لا يخبو.