أخبار عاجلة

رسميا.. واشنطن تقبل طائرة هدية من قطر لاستخدامها كطائرة رئاسية لترامب

رسميا.. واشنطن تقبل طائرة هدية من قطر لاستخدامها كطائرة رئاسية لترامب
رسميا.. واشنطن تقبل طائرة هدية من قطر لاستخدامها كطائرة رئاسية لترامب

أثارت الولايات المتحدة الأمريكية جدلًا واسعًا بقبولها رسميا طائرة بوينج 747-8 فاخرة كهدية من دولة قطر، لتكون الطائرة الرئاسية الجديدة للرئيس دونالد ترامب خلال ولايته الثانية. 

تُعرف هذه الطائرة باسم "إير فورس وان" في سياق استخدامها الرئاسي، وتمثل إضافة غير مسبوقة للأسطول الرئاسي الأمريكي، إذ تُعد أول مرة تقدم فيها دولة أجنبية طائرة بهذا الحجم كهدية للاستخدام الرسمي. 

ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن الطائرة، التي تُقدر قيمتها بحوالي 200 مليون دولار، مجهزة بأحدث التقنيات ووسائل الراحة الفاخرة، بما في ذلك أجنحة خاصة وأنظمة اتصالات متقدمة. 

وقد أكد المتحدث باسم البنتاجون، شون بارنيل، أن وزير الدفاع قبل الطائرة وفقًا لجميع القوانين واللوائح الفيدرالية، مشيرًا إلى أن الوزارة ستعمل على ضمان تطبيق تدابير الأمان والمتطلبات الوظيفية اللازمة لنقل رئيس الولايات المتحدة.

وأثارت هذه الخطوة تساؤلات حول الدوافع السياسية والأخلاقية وراء قبول الهدية. ونقل موقع "بلومبرج" عن مصادر مطلعة أن إدارة ترامب بررت القبول بالهدية كجزء من تعزيز العلاقات الدبلوماسية مع قطر، التي تُعد حليفًا استراتيجيًا في الشرق الأوسط. ومع ذلك، أعرب أعضاء في الكونجرس، بما في ذلك أعضاء من الحزب الديمقراطي، عن قلقهم إزاء الآثار المحتملة لهذه الهدية على استقلالية القرار السياسي الأمريكي. 

وأشار تقرير "نيويورك تايمز" إلى مخاوف أعضاء الكونجرس من أن يضغط ترامب على سلاح الجو لتسريع العمل على الطائرة، مما قد يؤدي إلى إغفال تدابير أمنية حيوية مثل أنظمة الدفاع ضد الصواريخ أو الحماية من التأثيرات الكهرومغناطيسية لانفجار نووي. 

وقالت السيناتور تامي داكوورث، الديمقراطية من إلينوي، خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ: "إذا أصر الرئيس ترامب على تحويل هذه الطائرة إلى إير فورس وان قبل عام 2029، فأنا قلقة من الضغوط التي قد تُمارس لتقليص إجراءات الأمان التشغيلي".

من جانبها، أكدت الحكومة القطرية، وفقًا لما نشره موقع "رويترز"، أن الهدية تأتي في إطار "التعاون المستمر" بين البلدين، مشيرة إلى أن الطائرة تُمثل رمزًا للصداقة والشراكة الاستراتيجية.

وقال رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إن الهدية لا تهدف إلى التأثير على الإدارة الأمريكية، مضيفًا: "نحن دولة تسعى إلى شراكة قوية وصداقة متينة، وكل ما نقدمه يعكس احترامنا لهذه الشراكة المتبادلة". وأوضحت الدوحة أن الطائرة خضعت لتعديلات خاصة لتلبية متطلبات الأمن القومي الأمريكي. ومع ذلك، أشار تقرير "واشنطن بوست" إلى أن هذه الخطوة قد تعزز من نفوذ قطر في السياسة الأمريكية، خاصة مع دورها في الوساطة بين إسرائيل وحماس.

وأبدى الرئيس ترامب تفاؤله بشأن الطائرة، واصفًا إياها بأنها "تحفة فنية" تعبر عن قوة الولايات المتحدة ومكانتها العالمية، وذلك خلال تصريحات له في البيت الأبيض نقلتها شبكة "فوكس نيوز".

وأكد أن استخدام الطائرة سيعزز صورة أمريكا كقوة عظمى، نافيًا أن تكون الهدية مرتبطة بأي تنازلات سياسية. ومع ذلك، أثارت هذه الخطوة انتقادات من محللين سياسيين، حيث حذر تقرير "سي إن إن" من مخاطر تضارب المصالح، داعيًا إلى تحقيق شامل لضمان الامتثال للقوانين الأمريكية. 

كما حاول السيناتور تشاك شومر، زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، تمرير مشروع قانون يحظر استخدام طائرة أجنبية كإير فورس وان، واصفًا الصفقة بأنها "أكبر رشوة أجنبية في التاريخ الحديث"، لكنه فشل في تمرير القانون بسبب معارضة السيناتور الجمهوري روجر مارشال.

تُعد الطائرة القطرية، التي أُطلقت لأول مرة عام 2012 وجُددت بتصميم داخلي فاخر للعائلة المالكة القطرية، الطائرة الثالثة التي يتم تهيئتها للاستخدام كإير فورس وان، لتحل محل طائرتين قيد الاستخدام منذ 35 عامًا وتعانيان من مشكلات صيانة. ومع ذلك، أشار تقرير البنتاجون إلى أن تكلفة صيانة وتشغيل ثلاث طائرات قد تصل إلى 135 مليون دولار سنويًا لكل طائرة، بينما قد تتجاوز تكلفة تهيئة الطائرة القطرية مليار دولار. 

وأوضح مارك فولكرود، الرئيس التنفيذي لشركة أفجيت جلوبال سيلز، أن تسريع العمل على طائرتي بوينج المقررتين للتسليم عام 2027 سيكون أكثر جدوى اقتصادية من تهيئة الطائرة القطرية. ويظل مصدر التمويل لتهيئة الطائرة القطرية غير واضح، حيث يتطلب الأمر موافقة الكونجرس على أي برامج دفاعية كبرى، بينما أظهر ترامب استعدادًا لإنفاق الأموال الفيدرالية دون استشارة الكونجرس.

ومن المتوقع أن يبقى قبول هذه الهدية خطوة دبلوماسية معقدة تتطلب توازنًا بين تعزيز العلاقات الدولية والحفاظ على الشفافية والاستقلالية. ومع استمرار النقاشات، تظل هذه الطائرة محط أنظار الرأي العام والسياسيين، مع دعوات متزايدة لضمان الامتثال للدستور الأمريكي الذي يتطلب موافقة الكونجرس على الهدايا الكبيرة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق سام مرسي يقترب من الزمالك ومستقبل السعيد داخل القلعة البيضاء غامض
التالى مؤشرات الأسهم الأوروبية تغلق على تراجع جماعي