04:02 م - الخميس 22 مايو 2025
في تصريحات مثيرة للانتباه على هامش قمة الصين العالمية التي نظمها بنك "جي بي مورغان" في شنغهاي، حذر جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لأكبر بنك استثماري في الولايات المتحدة، من احتمالية دخول الاقتصاد الأميركي في حالة ركود تضخمي، في ظل الضغوط المتزايدة الناتجة عن التوترات الجيوسياسية، وعجز الميزانية، واستمرار ارتفاع الأسعار.

وأكد ديمون أن التفاؤل بشأن متانة الاقتصاد الأميركي قد يكون مبالغًا فيه، مشيرًا إلى أن هناك سلسلة من المخاطر المتنامية، تشمل العوامل التضخمية والمالية، بالإضافة إلى التحديات الدولية، مما يجعل الوضع بعيدًا عن أن يكون "مثاليًا".
سياسة الفيدرالي الأميركي: الترقب في وجه الغموض
دعم ديمون موقف مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي (البنك المركزي) الذي قرر عدم التسرع في خفض أسعار الفائدة، وانتظار المزيد من المؤشرات الاقتصادية قبل اتخاذ أي خطوة، معتبرًا هذا القرار "صائبًا" في ظل الأوضاع الراهنة. وكان الفيدرالي قد حافظ على أسعار الفائدة دون تغيير منذ بداية عام 2025، مدفوعًا بقوة الاقتصاد المحلي وحالة الترقب بشأن نتائج السياسات التجارية، خاصة تلك المرتبطة بالرسوم الجمركية.
وقد ألمح أعضاء مجلس الاحتياطي مؤخرًا إلى أنهم يراقبون تصاعدًا في معدلات التضخم والبطالة، وهي إشارات مقلقة تعزز مخاوف الأسواق من دخول مرحلة اقتصادية صعبة.
الصين وأميركا: هدنة تجارية محفوفة بالمخاطر
من جهة أخرى، ناقش ديمون تطورات العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، لافتًا إلى اتفاق مؤقت بين الطرفين لتقليص الرسوم الجمركية لمدة 90 يومًا، تمهيدًا للتوصل إلى اتفاق شامل. ومع ذلك، شدد على أن المحادثات التجارية المقبلة ستكون معقدة وصعبة، خاصة في ظل السياسات المتقلبة التي تنتهجها واشنطن، والتي أثارت ارتباكًا عالميًا.
وفي هذا السياق، أوضح ديمون أنه لا يعتقد أن واشنطن تسعى فعليًا للخروج من السوق الصينية، معربًا عن أمله في استمرار الحوار التجاري بين البلدين عبر عدة جولات مستقبلية تنتهي إلى تسوية طويلة الأمد.
الشركات الأميركية والتردد الاستثماري
أدى الغموض السياسي والاقتصادي في الولايات المتحدة إلى قيام العديد من الشركات بتعليق مشروعات التوسع، بما في ذلك صفقات الدمج والاستحواذ، وهي أنشطة تمثل مصدرًا مهمًا لإيرادات البنوك الاستثمارية.
كما أثارت التصريحات المتكررة للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، والتي شملت فرض رسوم جديدة وإغلاق وكالات حكومية اتحادية، حالة من القلق لدى المستثمرين بشأن مستقبل التجارة والتضخم وسوق العمل.
جي بي مورغان يواكب المخاطر العالمية عبر "مركز الجيوسياسية"
استجابةً لتسارع التحديات العالمية، أطلق بنك جي بي مورغان تشيس مركزًا جديدًا تحت اسم "مركز الجيوسياسية"، مهمته تحليل القضايا العالمية الساخنة مثل الحرب في أوكرانيا، والتوتر في الشرق الأوسط، وسباق التسلح الدولي. ويهدف المركز إلى تقديم رؤى استراتيجية لعملاء البنك حول كيفية التعامل مع المخاطر الجيوسياسية المتزايدة.
واختتم ديمون حديثه قائلاً: "العملاء يسألوننا دومًا: كيف ننظر إلى المخاطر؟ وماذا نفعل حيال التوترات في بعض الدول؟. من هنا جاءت الحاجة إلى هذه الوحدة المتخصصة في التحليل والتوجيه".
تحذيرات جيمي ديمون تسلط الضوء على مستقبل غير مستقر للاقتصاد الأميركي في ظل البيئة الجيوسياسية والمالية الراهنة. وبينما يواصل الفيدرالي الأميركي نهجه الحذر، تترقب الأسواق العالمية ما ستؤول إليه المفاوضات التجارية والتوجهات النقدية خلال الشهور القادمة. وفي ظل هذه التحديات، يبدو أن المؤسسات المالية الكبرى بدأت بالفعل في تعزيز أدواتها لمواجهة المخاطر المتوقعة.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.