يبدو أن جنون الأسعار أصاب الأسماك في مصر فجأة، فأصبحت أسعارها حديث الناس في الشارع، خاصة وأنها كانت ملجأهم كبديل للحوم الحمراء والدواجن التي ارتفعت أسعارها مؤخرًا.
يقول عبد الحي محمد (صاحب محل أسماك في حلوان) إن أسعار السمك ارتفعت كثيرًا، فالبلطي يتراوح سعره من 90 إلى 110 جنيهات، أما قشر البياض فوصل سعر الكيلو منه إلى 500 جنيه، والبوري يتراوح من 180 إلى 200 جنيه، وكذلك المكرونة الدمياطي الذي يلامس سعره الـ150 جنيهًا، أما الماكريل فوصل سعره إلى 220 جنيهًا.
وعن الجمبري قال: حدِّث ولا حرج، حيث ارتفعت أسعاره بطريقة مبالَغ فيها فوصل سعر الجمبري (المقشر) إلى ما بين 850 و900 جنيه، أما الجمبري بالقشر فيتراوح من 570 إلى 650 بزيادة تصل إلى 150جنيهًا، مرجحا هذه الزيادة في سعر كل من الماكريل والجمبري إلى الاستيراد.
أما محمد محفوظ (أحد تجار أعلاف الأسماك) فأرجع الزيادة في سعر الأسماك إلى ارتفاع أسعار الأعلاف قائلًا: ارتفاع أسعار الأسماك في مصر يرجع إلى مجموعة من الأسباب الاقتصادية، منها: ارتفاع تكلفة الأعلاف التي تمثل نحو 60- 70% من تكلفة تربية الأسماك، لافتًا إلى أن مصر تعتمد بشكل كبير على استيراد مكونات الأعلاف مثل الذرة والصويا، والتي تأثرت بارتفاع أسعار الدولار وقيود الاستيراد.
ويشير محفوظ إلى قلة المعروض مقابل الطلب.. لافتًا إلى أن بعض المزارع السمكية قلّلت من الإنتاج بسبب ارتفاع التكلفة، مما أدى إلى انخفاض الإنتاج، في الوقت الذي ارتفع فيه الطلب على الأسماك كونها بديلاً أرخص نسبيًّا للحوم والدواجن، ما يسبب ضغطًا على الأسعار.
وأكد أن هناك انخفاضًا في الإنتاج المحلي بسبب مشكلات في المياه (جودة وكمية)، وهو ما يؤثر سلبًا على المزارع السمكية خاصة في الدلتا.. مؤكدًا أن بعض المناطق المخصصة للاستزراع السمكي تم تحويلها لاستخدامات أخرى (كالسياحة أو الصناعة).
وأضاف محفوظ أن ارتفاع تكاليف النقل والطاقة بسبب زيادة أسعار الوقود يؤثر على تكاليف تشغيل مزارع الأسماك ونقلها للأسواق.
بالإضافة إلى قلة الصيد البحري وارتفاع تكلفة الصيد، وكذلك تناقص المخزون السمكي في البحرَين المتوسط والأحمر بسبب الصيد الجائر أو التغيرات البيئية.
وتابع محفوظ: ارتفاع تكلفة معدات الصيد وزيوت المحركات وكذلك التصدير وتهريب النوعيات الجيدة أمور ترفع الأسعار محليًّا.. مشيرًا إلى أنه أحيانًا يتم تهريب الأسماك أو بيعها في الأسواق الإقليمية بأسعار أعلى.
مشكلات الصيادين
من جانبها عرضتِ «الأسبوع» مشكلةَ ارتفاع الأسعار على دكتور هاني المنشاوي (رئيس شعبة الأسماك باتحاد الصناعات) فأكد أن ارتفاع أسعار الأعلاف المستوردة للمزارع السمكية وراء ارتفاع أسعار الأسماك، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الوقود والطعام الذي يحتاجه الصيادون لبقائهم في البحر فترات طويلة قد تصل إلى أسبوع أو أسبوعين للصيد فيحتاجون إلى طعام ووقود وشباك مستوردة أسعارها مرتفعة أيضًا.
وقال إن هذه الأشياء أدت إلى ارتفاع أجور الصيادين ومن ثم الأسماك.. موضحًا أن مصر تنتج مليونين و400 ألف طن من الأسماك سنويًّا، وأن ترتيبها الأول عربيًّا والرابع عالميًّا في إنتاج الأسماك، وأن 35% من إنتاج الأسماك في مصر يأتي من المزارع السمكية في كفر الشيخ.
وحذَّر المنشاوي من تناول الأسماك الصغيرة التي تلقي بها الأسماك الكبيرة على بعد 5 أميال من الشط والممنوع صيدها، إلا أنه يتم صيدها وبيعها، مما يؤثر على المعروض من الأسماك.
أما خبراء الاقتصاد الزراعيون فوضعوا خطة عمل استراتيچية لتنمية الثروة السمكية في مصر وزيادة الإنتاج المحلي تهدف إلى: تحقيق الاكتفاء الذاتي من الأسماك، خفض أسعارها محليًّا، وزيادة فرص التصدير المستدام وذلك من خلال: إنشاء مزارع سمكية مكثفة في مناطق جديدة (خاصة في الصعيد وسيناء)، وكذا تطوير وتوسعة الأقفاص السمكية في البحيرات والبحر المتوسط، علاوة على توفير زريعة محلية عالية الجودة (بلطي، بوري، دنيس، قاروص).
اقرأ أيضاًأسعار الأسماك اليوم الخميس 22 مايو 2025
الرئيس السيسي: نحتاج إلى أساليب علمية لصيد الأسماك مع الحفاظ على النظام البيئي بالبحيرات
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.