
في أول تعقيب لمسؤول حكومي عن متابعة مصطفى لخصم بشبهة “اختلاس وتبديد أموال عمومية” بصفته رئيسا لجماعة إيموزار كندر بإقليم صفرو، عدّ كريم زيدان، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلّف بالاستثمار والتقائية السياسات العمومية، أن دافع الرجل “هو الغيرة على الوطن”، مستدركا: “كقناعة شخصية، لا يمكن أن أجلب فكرة (من الغربة) وأطبقها 100 في المئة، أو أرحّل فكرة من المغرب صوب ألمانيا، وأحاول هناك تطبيقها بالكامل”.
زيدان الذي كان يتحدّث في حوار مع إعلاميين مغاربة ضمن برنامج “السياسة بصيغة أخرى” لمؤسسة الفقيه التطواني، مساء الثلاثاء، أكد أنه “من اللازم حين العمل على جلب تصور أو منهجية ما أن يقوم الشخص بتكييفها مع المجتمع الذي سيضع فيه هذا التصور”، مضيفا أن “سياسة أو طريقة تعامل (تدبير) مصطفى لخصم مع الشأن المحلي، يمكن أن تنجح في ألمانيا أو دولة أخرى، ولكن المغرب له خصوصيته”.
لذلك، يورد الوزير الذي يتقاسم مع الخصم تجربة العيش في الغربة: “يجب أن يعرف المسؤول أن البلاد لديها ركائز وسياسات وتوجهات خاصة بها، تختلف عن الدول الأخرى؛ فيحرص على مراعاة هذا الأمر”، فحتى “بين المدن المغربية هناك اختلاف في هذا الجانب، وحتى في الاستثمارات، فإن تلك التي توجّه للدار البيضاء ليست هي التي تصل وجدة أو فاس أو غيرها”. وأكمل في هذا الصدد: “يلزم لكل منطقة سياسة خاصة بها، تتجاوب مع وضعيتها الراهنة”، بتعبيره.
ومن تجربته الشخصية، أكد زيدان للحاضرين، وهم جمع من المسؤولين الحكوميين والحزبيين، أن العمل الجمعوي هو “سر نجاح العديد من الدول الأوروبية، فألمانيا مثلا كدولة رائدة في الصناعة والتعليم وغيرها، يرجع جزء كبير من نجاحها إلى المجتمع المدني”، موضحا أن العمل التطوعي هو الذي أثّر في مساره، قائلا: “كنت أتساءل كيف أنه في هذا المجتمع (الألماني) الذي له إمكانيات مادية باهظة، الدولة غير قادرة على تأمين جميع حاجيات المواطنين لوحدها، بل تحتاج للجمعيات لتساندها في إطار العمل التطوعي”.
وشدد المسؤول الحكومي نفسه، وهو يستفيض في بواعث دخوله العمل السياسي، على أن “العمل الجمعوي لا يمكن أن يخلق الاكتفاء في جميع المناطق (…) إنه يقتصر على وقت معين ومنطقة معينة”، مستدركا بأنه “إذا أراد المرء أن يكون لجميع المدارس المستوى الذي نريد لأبنائنا وأن يكون لجميع المواطنين الماء والعيش الكريم، يجب ألا يكون ضمن المجتمع المدني، بل في السياسة”، وذلك “حتى أكون يوما طرفا في اتخاذ القرار أو الدفاع عن فكرة ما”، بتعبيره. وأكمل: “هذا ما تركني في وقت أفكر شخصيا في الولوج إلى السياسة”.
على صعيد متصل، دافع الوزير المنتدب المكلف بالاستثمار عن تماسك الأغلبية الحكومية؛ إذ عبّر عن إعجابه “بالمشهد السياسي الحالي، لأنه يتخلله تلاحم وانسجام حكومي يثلج الصدر. إن ثمّة ثلاثة أحزاب تحت رئاسة أخنوش، تشتغل يدا في يد وتجمع بينها التقائية في الاشتغال”، موضحا أن “لكل طرف إيديولجيته وهدفه، ولكن فيما يخص الصالح العام والسياسة العمومية يحضر التعاون، على أن الرئيس (أخنوش) يوصي بضرورة التعاون وأن نظل يدا واحدة”. وزاد: “هذه الإيديولوجية هي التي تعلمتها في المهجر”.
وتحدّث المسؤول الحكومي نفسه عن وجود “دينامية يعيشها المغرب تجعل الوزير يحس بأنه جزء من هذا التطور؛ إذ إن ثمّة شركات عالمية تتهافت على الاستثمار في المغرب، وبتنا نرى هذا الصدى الكبير الذي تعيشه البلاد”، موردا أنه يرى أن “هذا هو أحسن جو يمكن أن يمارس فيه الشخص السياسة في الوطن”.