أكد جهاد أزعور، مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي، أن المؤتمر البحثي الأول لصندوق النقد الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، الذي انطلق اليوم في القاهرة، يشكل منصة جديدة لبناء مجتمع معرفي فاعل يدعم التنمية في المنطقة، موضحا أن الهدف من تنظيم هذا الحدث السنوي يتمثل في تعزيز الحوار والشراكة وتبادل المعرفة بين صانعي السياسات والباحثين والأكاديميين.
وأعرب، في كلمته الافتتاحية، عن تطلعه إلى أن يصبح هذا المؤتمر المنصة البحثية الاقتصادية الأبرز سنويا في المنطقة، من خلال التعاون مع الجامعات والمراكز البحثية الرائدة، وأن يكون جسرا يربط بين الشرق الأوسط والعالم الأكاديمي الدولي.
وأشار إلى أن المؤتمر يأتي في توقيت بالغ الحساسية، في ظل التحديات العميقة التي تواجه الاقتصاد العالمي والمنطقة، من تصاعد التوترات الجيوسياسية وتزايد عدم اليقين، إلى استمرار الصراعات ومواطن الضعف الاقتصادية في بعض الدول.
وأضاف أن هذه الضغوط، رغم صعوبتها، تفتح الباب لتعزيز المؤسسات، والتعاون الإقليمي، والسعي نحو نمو أكثر مرونة وشمولا واستدامة.
وأوضح أزعور أن جلسات المؤتمر ستركز على أربعة محاور رئيسية، تبدأ بالسياسات المالية في ظل ارتفاع مستويات الدين السيادي وتراجع القدرة على الإنفاق العام، تليها مناقشات حول السياسة النقدية واستقرار القطاع المالي في مواجهة موجات التضخم، ثم الاتجاه المتجدد نحو السياسات الصناعية ودورها في دعم التحول الاقتصادي، وأخيرا مستقبل سوق العمل في ظل الذكاء الاصطناعي وتغير المناخ.
وأكد أن المؤتمر يهدف إلى الجمع بين الرؤى الأكاديمية والخبرات العملية لصياغة حلول فعالة، لافتا إلى أن هذه النقاشات ستسهم في بناء مجتمع معرفي متماسك يدعم التنمية في المنطقة لسنوات مقبلة.

وأعرب أزعور عن سعادته البالغة بانعقاد المؤتمر في القاهرة وهي مدينة تتمتع بإرث ثقافي وفكري عريق يمتد لآلاف السنين، مشيرا إلى أن القاهرة، موطن جامعة الأزهر، كانت منبعا للأفكار التي لا تزال تؤثر في الفكر الاقتصادي الكلاسيكي والحديث.
من جانبه، قال الدكتور أحمد دلال، رئيس الجامعة الأمريكية بالقاهرة، إن المؤتمر يأتي في وقت بالغ الأهمية، في ظل التحديات المتزايدة التي تواجهها دول المنطقة والعالم، من أزمات إنسانية وصراعات مسلحة إلى ضغوط التحول في الطاقة وتغير المناخ والتسارع التكنولوجي.
وأكد أن الحاجة إلى الحوار والتعاون بين المؤسسات الدولية والحكومات والأوساط الأكاديمية أصبحت أكثر إلحاحا من أي وقت مضى.
وأشار إلى أن الجامعة الأمريكية بالقاهرة، من خلال شراكتها الأكاديمية في تنظيم هذا المؤتمر، تجدد التزامها بدورها كمركز للبحث والتعليم والحوار المفتوح، وأنها تؤمن بأهمية الربط بين النظريات الأكاديمية والسياسات العملية لمواجهة التحديات الراهنة.
وأضاف دلال أن المؤتمر سيتناول قضايا محورية مثل إدارة الدين العام في ظل الضغوط الاجتماعية، ودور البنوك المركزية في احتواء التضخم، وتعزيز الاستدامة، بالإضافة إلى دعم الابتكار والإنتاجية من خلال تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، إلى جانب التحولات في سوق العمل نحو اقتصاد أكثر استدامة ورقمنة.
واختتم رئيس الجامعة كلمته بالتأكيد على أن مثل هذا النوع من المؤتمرات يشكل منصة مهمة لتوليد أفكار علمية مدروسة، تستند إلى الواقع الإقليمي، وتنفتح في الوقت نفسه على التجارب العالمية، مشيرا إلى تطلع الجامعة إلى نقاشات مثمرة ونتائج بناءة خلال جلسات المؤتمر.
ويعقد المؤتمر البحثي السنوي الأول لصندوق النقد الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تحت عنوان "توجيه سياسات الاقتصاد الكلي والسياسات الهيكلية في ظل مشهد اقتصادي عالمي متغير"، وذلك على مدار يومي 18 و19 مايو الجاري، بالتعاون مع كلية أنسي ساويرس لإدارة الأعمال بالجامعة الأمريكية بالقاهرة.
ويشارك في المؤتمر نخبة من أبرز الاقتصاديين وصناع السياسات، من بينهم بيير-أوليفييه جورينشاس، المستشار الاقتصادي ومدير الأبحاث في صندوق النقد الدولي، وباري آيشنجرين، أستاذ الاقتصاد بجامعة كاليفورنيا، والمهوب موحود أستاذ الاقتصاد ورئيس جامعة باريس دوفين، وأنيل كاشياب أستاذ الاقتصاد والتمويل بجامعة شيكاغو، وجوستين ييفو لين عميد معهد الاقتصاد البنيوي الجديد بجامعة بكين، وأمير لبديوي مدير مركز التكنولوجيا لإدارة التنمية بجامعة أكسفورد، وأوغو بانيتزا أستاذ الاقتصاد الدولي ورئيس قسم المالية والتنمية بمعهد الدراسات العليا بجنيف، ويوسف بطرس غالي عضو المجلس التخصصي للتنمية الاقتصادية.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.