جمال عبد العال: زيارة السيسي للعراق تستعيد زخم العمل العربي وتحمل رسائل استراتيجية من القاهرة لبغداد

الكاتب الصحفي جمال عبد العال

أكد الكاتب الصحفي جمال عبد العال أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى بغداد لحضور القمة العربية الرابعة والثلاثين تمثل محطة مهمة في مسار السياسة الخارجية المصرية التي تشهد تحولات عميقة نحو توازن استراتيجي وانفتاح متعدد المحاور، في وقت تتصاعد فيه التحديات على الساحة الإقليمية والدولية.

أبعاد زيارة السيسي للعراق

وقال "عبد العال" خلال تصريحات تليفزيونية مع الإعلامية رشا فهمي في برنامج «مصر كل يوم» على شاشة قناة «مصر المستقبل»، إن مشاركة مصر في قمة بغداد تعكس حرص القيادة السياسية على ترسيخ حضورها العربي الفاعل، واستعدادها للاضطلاع بدور مركزي في تنسيق الجهود الجماعية لمواجهة أزمات المنطقة.

وأضاف أن هذه الزيارة لم تكن مجرد حضور دبلوماسي، بل رسالة دعم واضحة للعراق وتأكيد على التزام مصر التاريخي بالعمل العربي المشترك، خصوصًا في ظل الأزمات المتلاحقة في السودان، وسوريا، وليبيا، وكذلك استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وأوضح جمال عبد العال أن لقاءات الرئيس السيسي مع القادة العرب في بغداد ركّزت على دعم مصر الكامل للرئاسة العراقية المقبلة للقمة، وسبل تعزيز التعاون الثنائي مع بغداد اقتصاديًا وتجارياً واستثماريًا، مشددًا على أهمية فتح آفاق جديدة للشراكة بين البلدين بما يخدم استقرار الإقليم.

وأشار إلى أن الملف الفلسطيني حظي باهتمام خاص في القمة، حيث أعاد السيسي التأكيد على أن القضية الفلسطينية ستظل البوصلة المركزية للعالم العربي، مشددًا على أن أي مسار تطبيع أو تسوية لا يمكن أن ينجح دون الاعتراف بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

وفي السياق الدولي، قال جمال عبد العال إن مصر تنتهج سياسة خارجية متوازنة بامتياز، تحافظ من خلالها على علاقات استراتيجية متوازنة مع الولايات المتحدة وروسيا والصين، وتسعى في الوقت نفسه إلى توسيع نطاق علاقاتها الدولية نحو شرق آسيا وأفريقيا عبر بوابة الاستثمار والتعاون الاقتصادي.

واختتم جمال عبد العال تصريحاته بالتأكيد على أن مصر تمتلك أدوات مؤثرة للوساطة وحل النزاعات الإقليمية والدولية، مشيرًا إلى موقعها الجغرافي الاستراتيجي، وحيادها النسبي، وقوة جهازها الدبلوماسي، ما يجعلها وسيطًا يحظى بثقة مختلف الأطراف، مضيفًا أن القاهرة أثبتت هذا الدور في ملفات عدة أبرزها فلسطين، ليبيا، السودان، وسوريا، وتظل عنصرًا رئيسيًا في معادلة الأمن العربي.