في تطور جديد ضمن مفاوضات الدوحة غير المباشرة، أفاد مصدر فلسطيني مطلع في تصريحات خاصة لـ "سكاي نيوز عربية"، بأن حركة حماس أبدت مرونة غير مسبوقة حيال صفقة محتملة لتبادل الأسرى مع إسرائيل، مشيرًا إلى تقديم الحركة مقترحات جديدة تشمل هدنة مؤقتة في قطاع غزة مقابل الإفراج عن عدد من الأسرى، إضافة إلى السماح العاجل بإدخال المساعدات الإنسانية.
ورغم هذا التطور اللافت، لا تزال المفاوضات تراوح مكانها في ظل بطء التقدم، وسط استمرار العقبات السياسية العميقة وانعدام الثقة بين الأطراف، ما يهدد بإجهاض أي فرص للتوصل إلى اتفاق نهائي في المدى القريب.
عرض حماس: الإفراج عن أسرى وجثامين مقابل وقف إطلاق نار مؤقت
وفقًا للمصدر، أبدت حركة حماس استعدادًا للإفراج عن نصف الأسرى الإسرائيليين الأحياء الذين تحتجزهم، إضافة إلى عدد من جثامين الجنود الإسرائيليين، مقابل وقف إطلاق نار مؤقت لمدة شهرين.
ويبدأ فورًا مع استئناف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة دون قيود إسرائيلية. وتُعد هذه المبادرة تطورًا ملموسًا في موقف الحركة، بعد أشهر من التصعيد العسكري المتواصل.
ضمانات أميركية مطلوبة: رهان حماس على واشنطن
رغم هذه المرونة، تشترط حماس الحصول على ضمانات أميركية قوية تضمن فتح مفاوضات سياسية رسمية خلال فترة التهدئة تهدف إلى إنهاء الحرب على غزة بشكل نهائي.
وتشدد الحركة على ضرورة أن تتم إدخال المساعدات دون تدخل إسرائيلي، وبآلية مستقلة عن موافقة تل أبيب، وهو ما يثير تحديًا أمام قدرة الوسيط الأميركي على لعب دور ضامن فعّال.
هواجس من تكرار سيناريو إخفاقات سابقة
أشار المصدر إلى أن حماس تشكك في قدرة الولايات المتحدة، لا سيما في ظل الحكومة الإسرائيلية الحالية، على إلزام بنيامين نتنياهو بأي اتفاق يتم التوصل إليه.
واستشهد المصدر بحادثة سابقة جرت في عهد إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، عندما أفرجت حماس عن المحتجز الأميركي عيدان ألكسندر كـ "بادرة حسن نية" مقابل تسهيلات إنسانية، لكن الحكومة الإسرائيلية رفضت تنفيذ الاتفاق، ولم تُجبرها الإدارة الأميركية على الالتزام.
شروط أمنية إضافية: حماية للقيادات وطرح ملف السلاح
في خطوة لافتة، كشفت المصادر أن حماس طالبت بخروج آمن لبعض قياداتها وعائلاتهم، مع تعهد أميركي بعدم ملاحقتهم من قبل إسرائيل، كجزء من أي اتفاق سياسي قادم.
كما أبدت الحركة استعدادًا لطرح ملف سلاحها للنقاش خلال مفاوضات إنهاء الحرب، وربطت ذلك بموافقتها على التخلي عن حكم قطاع غزة في إطار تسوية شاملة.
الموقف الإسرائيلي: ترقب وصمت من تل أبيب
أكد المصدر أن الوفد الإسرائيلي المشارك في المفاوضات ينقل كل التفاصيل مباشرة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يتابع التطورات عن كثب من تل أبيب.
ومع ذلك، لم يصدر عن نتنياهو أي موقف رسمي أو إشارات واضحة حيال الطرح المقدم من حركة حماس حتى الآن، ما يثير شكوكًا حول جدية إسرائيل في التعاطي مع العرض.
تقدم حذر يترقب اختراقًا سياسيًا
رغم الطابع "غير المباشر" للمفاوضات التي تجري في العاصمة القطرية الدوحة، فإن التطورات الأخيرة تعكس انفتاحًا أوليًا من حماس على تسوية إنسانية وسياسية مشروطة. ومع ذلك، تبقى ضمانات التنفيذ وموقف الحكومة الإسرائيلية العائق الأساسي أمام التوصل إلى هدنة فعالة تمهّد الطريق لإنهاء الحرب الدامية في غزة.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.