“حزب التجمع الوطني للأحرار يتطلع بثقة إلى الحسم النهائي لطيّ النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، ويعتبر أن تأطير المواطنين للانخراط في آليات الترافع عن القضية الأولى يشكل أولوية مركزية في أجندة الحزب، وهو ما ينسجم مع التوجيهات الملكية الرامية إلى تعزيز موقع المغرب بين الدول الصاعدة”؛ الكلام لرئيس الحكومة رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار عزيز أخنوش.
أخنوش قال في مستهل كلمة ألقاها خلال ثاني محطات “مسار الإنجازات” الذي أطلقه حزب التجمع الوطني للأحرار، اليوم السبت بمدينة العيون، إن الحكومة الحالية جاءت لتنفيذ أوراش كبرى مستمدة من رؤية الملك محمد السادس، مؤكدا أن “الأغلبية الحكومية تعمل بروح جماعية وتناغم تام لتنزيل هذه المشاريع على أرض الواقع”.
وأضاف في اللقاء المنظم بجهة العيون الساقية الحمراء تحت شعار “مسار الإنجازات”، أن “الفريق الحكومي المنسجم المنبثق عن أغلبية متحدة يفتخر اليوم بما تحقق من منجزات، حيث يتم تقديم الأولوية للتنمية وخدمة المواطن، دون اعتبار للانتماءات الحزبية أو الحسابات السياسية الضيقة”.
وفي سياق متصل، شدد أخنوش، أمام حشد من منتسبات ومنتسبي الحزب، على أن برنامج “مسار الإنجازات” ليس فقط مساحة للعرض والتقييم، بل أيضا منصة للاستماع للمواطنين والإنصات لانشغالاتهم وتطلعاتهم، موردا أن “هذا البرنامج يندرج ضمن الدينامية التي انطلقت منذ تولي الحزب رئاسة الحكومة بروح من المسؤولية الوطنية”.
وعبّر رئيس الحكومة عن استغرابه ما وصفه بـ”الحملات الهجومية المغرضة التي يتعرض لها الحزب”، مشيرا إلى أنها “لا تخدم المواطن، بل تهدف إلى التشويش لأغراض سياسية”، وقال: “نحن نعرف ماذا نريد، وسنواصل المعركة الحقيقية ضد الفقر والهشاشة، في إطار حكومة موحدة وأغلبية منسجمة، ملتزمة بتوجيهات جلالة الملك”.
وفي هذا الصدد، دافع أخنوش عن حصيلة الحزب ومنجزاته، مقلّلا من شأن الهجمات التي يتعرض لها من بعض الأطراف، معتبرا أن “الاستهداف المتواصل للحزب ليس من باب الصدفة، بل لأنه يتصدر المشهد السياسي”، وزاد: “كثيرون يسعون إلى افتعال معارك معنا لأنهم يدركون أن الصدام مع الأحرار هو مواجهة مع الحزب الأول وليس مع الثالث أو الرابع”.
وشدد على أن الحزب ماضٍ في مساره بثبات، رغم محاولات التشويش التي طالته طيلة السنوات الثماني الماضية، والتي لم تثنه عن مواصلة العمل خطوة بخطوة لبناء مستقبل أفضل.
وأوضح المسؤول الأول عن حزب “الحمامة” أن المعركة الحقيقية للحزب ليست سياسية ضيقة، بل هي معركة تنموية ضد الفقر والهشاشة والبطالة والهدر المدرسي والتفاوتات الاجتماعية المتراكمة منذ عقود، مؤكدا أن “الحزب يواصل أداء مهامه بإرادة ملكية، وثقة شعبية، وأغلبية سياسية منسجمة تؤمن بالإصلاح وتعمل من أجل النجاح”.
وعن رمزية عقد اللقاء في مدينة العيون، قال أخنوش: “من غير الممكن أن نكون في عاصمة الصحراء المغربية دون استحضار الانتصارات الدبلوماسية الكبرى التي حققها المغرب بقيادة الملك محمد السادس”، مبرزا أن “ما تحقق من اختراق دبلوماسي كبير يعزز ترسيخ وحدتنا الترابية، ويحفز على مواصلة التعبئة واليقظة لمواجهة كل ما قد يعوق هذا المسار”.
وأكد أن الحزب “يقف في الصفوف الأولى وراء الملك، دفاعا عن مكاسب الوطن وتثبيت وحدته”، لافتا إلى أن “البرنامج التنموي الشامل الذي أطلقه جلالة الملك أثمر مشاريع كبرى أرست دعائم التنمية في الأقاليم الجنوبية”.
وتوقف رئيس الحكومة عند عدد من الإنجازات التي تم تحقيقها في ولايته، خصوصا في مجالات الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية، مشيرا إلى افتتاح كلية جديدة للطب والصيدلة بالعيون تستجيب لحاجيات المنطقة وتكوين الأطر الصحية، بالإضافة إلى تعميم التغطية الصحية والدعم المباشر، وإطلاق مشروع مدرسة الريادة الذي أحدث نقلة نوعية في المنظومة التعليمية وسيتم تعميمه على الصعيد الوطني.
