النجاح ليس حكرا على أصحاب الحظوظ ولا حرفة حصرية لأبناء الطبقات الميسورة، بل هو رهان صعب لا يكسبه سوى من امتلك الجرأة على مواجهة الظروف الصعبة، وإرادة يواجه بها المستحيل.
في زمن تزداد فيه الفجوة بين الطموح والواقع، يخرج علينا رجل أعمال بريطاني بخطة متكاملة، لا تبيع الوهم، بل تقدم وصفة حقيقية للتقدم تبدأ من العدم وتنتهي عند الثراء، ففي هذا التقرير سوف نستعرض مع قراء بانكير “خارطة الثراء” لـ مارك تيلبوري، رجل الأعمال البريطاني الذي بدأ حياته من الصفر وأصبح واحد من أثرياء بريطانيا.
مارك تيلبوري.. قصة ملياردير بدأ من الصفر

مارك تيلبوري، الذي غادر المدرسة بلا مؤهلات ولا مال، وعاش في بداياته على الهامش، قرر أن يثبت للعالم أن كل ما قيل عن "المستقبل المظلم" مجرد هراء، فقد نجح في بناء ثروة بالملايين في عمر العشرينات.
اليوم، يضع مارك تيلبوري على الطاولة خريطة شخصية من 6 خطوات، يؤكد أنها طريق النجاح لأي شخص يبدأ من الصفر، تجسد تجربة حية يقدمها كما عاشها، خطوة بخطوة ليتحول من شخص بلا مؤهلات لأحد مليونيرات العالم في العشرينات من عمره.
خطة الثراء من الصفر
نشر مارك تيلبوري عبر حسابه في منصة "إكس" خارطة طريق شخصية قال إنها ستكون الخطة التي سيتبعها دون تردد إذا اضطر للعودة إلى الصفر دون مال أو مؤهلات، موضحا أن هذه الخطوات الـ 6 تمثل حجر الأساس في تجربته مع النجاح المالي، لافتا إلى أن بداياته لم تكن مبشرة، بل محفوفة بالإحباطات.
واستعاد في منشوره لحظة فارقة حين قال له أحد المعلمين: "أنت لن تحقق شيئًا يذكر"، وهو ما شكل نقطة تحوّل جعلته أكثر إصرارا على إثبات العكس.
ورغم افتقاره للدعم أو الخلفية الأكاديمية، تمكن تيلبوري من صناعة ثروته بنفسه، ليصبح أحد أبرز الوجوه الملهمة في مجال ريادة الأعمال والمحتوى المالي التوجيهي في العالم، وتمثلت الخطوات الـ 6 للثراء - بحسب تيلبوري - على النحو التالي:
1. الاستثمار أولًا... لا مؤجلًا
يشدد تيلبوري على أن الخطوة الأولى نحو بناء الثروة تبدأ من ترتيب الأولويات المالية بشكل مختلف، موضحا أن غالبية الناس تضع الاستثمار في ذيل القائمة، بينما يضعه الناجحون في مقدمة اهتماماتهم.
ويؤمن بأن المال يجب أن يكون أداة لإنتاج المزيد من المال، لا مجرد وسيلة للإنفاق الاستهلاكي، ويقسم الناس إلى ثلاث فئات رئيسية: من ينفقون كل ما يكسبونه، من يدخرون خوفا من المستقبل، ومن يستخدمون المال كأداة استثمار ذكي لتأمين مستقبلهم.
2. نم قيمتك الذاتية يوما بعد يوم
الاعتماد على الحظ أو انتظار الفرص ليس من قواميس تيلبوري، فهو يرى أن تنمية المهارات هي الاستثمار الأطول أمدا والأكثر مردودا، ويحث على التعلم اليومي، مستبعدا فكرة "الفرصة الذهبية" لصالح التحضير المستمر لها عبر تطوير الذات.
كما يشير إلى أن إتقان المهارات العالمية مثل التحدث أمام الجمهور، وفنون التفاوض، وصناعة المحتوى الرقمي، هي أدوات أساسية يجب امتلاكها في هذا العصر، إذ تفتح أبواب الدخل وتمنح الفرد ميزة تنافسية واضحة.
3. لا تكتفِ بالادخار.. استثمر في أدوات مالية متنوعة

مع تحسن القدرة على تحقيق دخل، ينصح تيلبوري بعدم ترك المال ساكنا، بل توجيهه إلى أدوات استثمارية تحقق نموا حقيقيا على المدى الطويل، مشيرًا تحديدا إلى سوق الأسهم.
ويؤكد أن العائد التراكمي، وإن بدا بطيئا في البداية، قادر على صناعة ثروة ملموسة بمرور الوقت، خاصة إذا التزم المستثمر بالاستمرارية والانضباط وعدم اللهث خلف الربح السريع.
4. أنشئ أصولك الخاصة بدلا من امتلاك حصة من أصول الآخرين
رغم اعترافه بقيمة امتلاك الأسهم كشكل من أشكال الاستثمار في مشاريع الغير، يضع تيلبوري أولوية أكبر لبناء الأصول الذاتية، معتبرا أن المشاريع الخاصة أو المنتجات الشخصية تمنح صاحبها سيطرة أكبر وربحا أعلى، مضيفا أن من يملكون أصولهم، يتحكمون بشكل مباشر في مسارهم المالي، وهو ما يراه فارقا جوهريا في صناعة الثراء المستدام.
5. القروض ليست عدوًا دائما.. بل أداة للنمو عند الاستخدام الذكي
يفند تيلبوري الفكرة التقليدية التي تعتبر القروض عبئا ماليا، معتبرا أنها قد تتحول إلى أداة فعالة لتسريع الثراء، بشرط أن تدار بعناية وبنظرة استراتيجية.
ويضرب مثلا في ذلك بتجربته الشخصية في المجال العقاري، حيث اعتاد شراء عقارات منخفضة السعر، ثم تجديدها، وإعادة تمويلها بقيمة أعلى تمكنه من شراء عقار جديد، وهو ما يضاعف أصوله دون استنزاف رأس ماله.
6. لا تلمس رأس المال.. أنفق فقط من العائدات

نصيحته الأخيرة تبدو بسيطة لكنها جوهرية: "عِش من أرباحك، لا من رأس مالك"، ويؤكد تيلبوري أن الحفاظ على رأس المال الأساسي، والاكتفاء بالإنفاق من العائدات الاستثمارية، هو ما يضمن الاستقرار المالي على المدى الطويل ويبعد شبح الإفلاس.
ويرى أن هذا الانضباط في الإنفاق هو ما يميز المستثمر الناجح عن غيره، ويمنح راحة بال واستمرارية في الدخل دون قلق من مفاجآت الحياة.
من شاب مهمّش إلى مرشد مالي عالمي
تلخص تجربة مارك تيلبوري التحول النموذجي من الفشل الظاهري إلى النجاح الصلب، فالرجل الذي خرج من المدرسة دون شهادات، واستبعد من دوائر النجاح في بدايته، استطاع تأسيس شركات في مجالات عدة، أبرزها التعليم والتصنيع.
واليوم، يتابعه الملايين عبر منصات التواصل، حيث يقدم محتوى ماليا تثقيفيا موجها إلى من يسعون لبناء ثرواتهم بأنفسهم، مؤكدًا أن النجاح ليس حكرا على أحد، بل متاح لكل من يمتلك الرغبة، والعقل المنفتح، والخطة الواضحة.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.