اتهمت حركة حماس اليوم الخميس، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بتقويض جهود الوساطة المتعلقة بصفقة تبادل الأسرى والتوصل إلى وقف لإطلاق النار، من خلال تصعيد العمليات العسكرية في قطاع غزة.
وقالت الحركة في بيان رسمي: "مجرم الحرب نتنياهو يقوّض جهود الوساطة من خلال تصعيد عسكري متعمد، ما يعكس عدم اكتراثه بمصير أسراه ويعرض حياتهم للخطر، وجاء ذلك في إشارة إلى الرهائن الإسرائيليين الذين لا يزالون محتجزين في غزة منذ هجوم 7 أكتوبر 2023"، وذلك وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية.
وجاء هذا البيان في وقت أفاد فيه المسعفون الفلسطينيون أن ما لا يقل عن 94 شخصًا قُتلوا جراء الغارات الجوية الإسرائيلية على القطاع خلال الليلة الماضية وحتى صباح الخميس، وكانت وكالة الدفاع المدني في غزة قد أفادت في وقت سابق بأن عدد الضحايا وصل إلى 82، قبل أن يتم تحديث الحصيلة في ضوء عمليات الإنقاذ المستمرة.
وتركزت الغارات على وسط وجنوب قطاع غزة، وتحديدًا في مدينة رفح ومخيم النصيرات ومحيط خان يونس، حيث تشير التقارير إلى وقوع عشرات الضحايا من المدنيين، بينهم نساء وأطفال، وسط دمار واسع طال منازل ومرافق حيوية.
ويأتي التصعيد الإسرائيلي بعد تصريحات لنتنياهو تعهد فيها بـ"مواصلة القتال حتى تحقيق أهداف الحرب"، والتي تشمل القضاء على حركة حماس واستعادة الرهائن.
وأعربت جهات إقليمية ودولية عن قلقها من أن هذه الاستراتيجية العسكرية قد تجهض جهود الوساطة القائمة برعاية مصرية وقطرية وأممية.
وفي الضفة الغربية المحتلة، أفادت وكالة فرانس برس بأن القوات الإسرائيلية تواصل تنفيذ مداهمات وفرض حواجز على الطرقات، وذلك في أعقاب مقتل امرأة إسرائيلية حامل في هجوم مسلح قرب مستوطنة إسرائيلية.
وتوعد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بمحاسبة منفذي الهجوم، في حين تتزايد الاعتقالات في مدن مثل جنين وطولكرم ونابلس، وسط توتر شديد واشتباكات متفرقة.
ويثير التصعيد الحالي مخاوف كبيرة على مستقبل المفاوضات، لا سيما أن الأطراف الوسيطة كانت قد اقتربت في الأسابيع الماضية من بلورة اتفاق هدنة مؤقتة قد تشمل وقفًا للعمليات العسكرية مقابل الإفراج عن دفعة جديدة من الرهائن.
لكن حماس تؤكد أن إسرائيل، بقيادة نتنياهو، غير جادة في التوصل إلى تسوية، بل تستخدم الغارات العسكرية كورقة ضغط. وفي المقابل، ترى مصادر إسرائيلية أن استمرار احتجاز الرهائن داخل غزة، واستخدامهم كورقة تفاوضية، يعزز موقف الحكومة الإسرائيلي في الاستمرار بالعمليات.
وفي ظل هذا التصعيد، يبقى المشهد الإنساني في غزة أكثر قتامة، حيث يعاني السكان من أوضاع كارثية في ظل الحصار، وانهيار شبه كامل للبنية التحتية الصحية والخدمية، وبينما تتواصل المعارك على الأرض، تترنح جهود الوساطة، ويبدو أن الحلول السياسية باتت رهينة الحسابات العسكرية والمواقف المتشددة من الجانبين.