أظهر تحديث نشرته شركة كندية أن استكشاف النحاس في الكونغو الديمقراطية أحرز تقدمًا لافتًا على مدار العام ونصف الماضيين.
وضاعفت شركة إيفانهو ماينز (Ivanhoe Mines) تقديراتها لكميات النحاس في منطقة ماكوكو، التي تضم 3 اكتشافات هي: ماكوكو، وماكوكو ويست، وكيتوكو.
وحسب قاعدة بيانات إنتاج النحاس العالمية لدى منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن)، يعود اكتشاف أول موارد معدنية بمنطقتي "ماكوكو" و"كيتوكو" إلى 13 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2023.
وكثّفت الشركة الكندية جهودها لزيادة وتيرة الحفر، وضمّ المزيد من الموارد حتى فبراير/شباط 2025.
استكشاف النحاس في الكونغو الديمقراطية
استعرض تحديث لشركة "إيفانهو ماينز" الكندية تطور استكشاف النحاس في الكونغو الديمقراطية على مدار 18 شهرًا، منذ اكتشاف أولى الموارد المعدنية، وحتى الربع الأول من العام الجاري.
وتضاعفت تقديرات النحاس في منطقة ماكوكو للاستكشاف خلال المدة المذكورة، بعد حفر ما يتجاوز 86 ألف متر.
وزاد طول منطقة ماكوكو بمعدل كيلومترين خلال هذه المدة، ليصل إلى 13 كيلومترًا، طبقًا لتحديث الشركة الصادر الأربعاء (14 مايو/أيّار 2025).
وأكد مسؤولان تنفيذيان في الشركة أن الموارد المعدنية المقدّرة تندرج ضمن نطاق مشروعات استكشاف تحت مظلة مشروع أكبر هو "ويسترن فورلاندز"، تملك الشركة فيها ما يتراوح بين 54 و100%.
ويضم المشروع حزمة تراخيص التنقيب تغطي مساحة تصل إلى 2.393 كيلومترًا مربعًا، ما يعادل 6 أضعاف مساحة مجمع نحاس آخر في الكونغو الديمقراطية يُطلق عليه "كاموا - كاكولا".

وقال مؤسس الشركة والرئيس التنفيذي المشارك، روبرت فريدلاند، إن هناك فرصة للمزيد من التوسعات في منطقة ماكوكو، خاصة في ظل الترسبات عالية الجودة وتكثيف الحفر.
وتوقّع "فريدلاند" أن يشهد العام الجاري والأعوام المقبلة تقدمًا غير مسبوق لاستكشاف النحاس في الكونغو الديمقراطية، خاصة فيما يتعلق بتسجيل أمتار قياسية لمعدل الحفر بمنطقة ماكوكو.
إمكانات منطقة ماكوكو
اكتُشفت منطقة ماكوكو عام 2018 للمرة الأولى، وصُنِّفت بأنها خامس أكبر اكتشافات النحاس العالمية، منذ اكتشاف "كاكولا" عام 2015، لكنها حصدت لقب "الأعلى جودة".
وكشف التحديث الأخير لشركة إيفانهو ماينز الكندية حول إمكانات منطقة ماكوكو حجم موارد تصل إلى 27.7 مليون طن، وتصل نسبة النحاس بها إلى 2.79% (ما يعادل 777 ألف طن)، مع حدّ أدنى لمستوى المعدن بنسبة 1% (أي الحدّ الأدنى القابل للتعدين والمعالجة لتحقيق الجدوى الاقتصادية).
ومع رفع الحد الأدنى لمستوى المعدن إلى 1.5%، قدّرت الشركة موارد المنطقة الإجمالية بنحو 25.3 مليون طن، تصل نسبة النحاس بها إلى 2.93% (ما يعادل 741 ألف طن).
وتشكّل عملية تعدين النحاس بالمنطقة حاليًا ممرًا بطول 13 كيلومترًا، وعرض يتراوح بين 1.7 و5.8 كيلومترًا، وأبدت الشركة الكندية مرونة في التوسع بالمزيد من الموارد.
وأظهرت مواقع الحفر في المنطقة رواسب نحاس غنية وفق تقديرات الشركة، التي استندت بدورها إلى نتائج حفر 147 ألف مترًا، تضمنت 311 حفرة.
وخصّصت الشركة الكندية 50 مليون دولار للإنفاق على استكشاف النحاس في الكونغو الديمقراطية خلال العام الجاري، أنفقت 7 ملايين دولار منها بمنطقة "ويسترن فورلاندز" حتى نهاية الربع الأول.

سوق النحاس العالمية
حذّر روبرت فريدلاند من تراجع تعدين النحاس والبحث عن اكتشافات وموارد جديدة، مشيرًا إلى تأثير ذلك بالمعروض في السوق.
ويكتسب معدن النحاس أهمية إستراتيجية في السوق العالمية لانخراطه في تقنيات نظيفة عدّة، لكن معدل المعروض لا يضاهي توقعات الطلب.
ويبدو أن الشركة الكندية تعوّل على إمكان إطلاق مناجم جديدة في الكونغو الديمقراطية، التي تُعدّ ثاني أكبر مُنتج عالمي للنحاس.
وتعدُّ الدولة الأفريقية موقعًا رائدًا لاستثمارات المعدن المهم، إذ تتمتع بطقس جيد خالٍ من الثلوج، كما أن أرضها تتمتع بطبيعة مسطّحة، بالإضافة إلى توافر وسائل النقل والتصدير، مثل: خطوط السكك الحديدية.
وبرهنت تجربة مشروع منجم "كاموا كاكولا" على ذلك، إذ بلغت تكلفة إنتاج النحاس منه 7 آلاف دولار/طن.
واحتاج المنجم إلى تأسيس بنية تحتية للكهرباء والنقل أولًا، ما ساعد في استكشاف المتطلبات اللازمة للتمهيد لمنجم "ويسترن فورلاندز"، وجاهزية بعضها للاستعمال، نظرًا لقرب المسافة بينهما.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر: