زلزال القاهرة اليوم بلا ذعر.. هزة أقوى من زلزال 92 لكن دون شعور بها | لماذا؟

شهدت العاصمة المصرية القاهرة، في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، هزة أرضية خفيفة شعر بها كثير من السكان في مناطق متفرقة، في حين لم يشعر بها آخرون، وسط تأكيدات من معهد البحوث الفلكية بأن الزلزال وقع في عمق بعيد نسبيًا، مما قلل من تأثيره السطحي على المدن المأهولة بالسكان.

وأوضح خبراء الزلازل أن عدم شعور غالبية المواطنين بالهزة يرجع إلى عمق بؤرة الزلزال تحت سطح الأرض، إضافة إلى طبيعة التربة والمباني في القاهرة، التي تمتص جزءًا كبيرًا من الاهتزازات، كما أن موقع الزلزال نسبيًا بعيد عن مراكز الكثافة السكانية، ما خفف من حدة الشعور به، مقارنة بزلازل أقرب جغرافيًا أو أضعف عمقًا.

ويعيد هذا الزلزال إلى الأذهان الزلزال العنيف الذي ضرب القاهرة في أكتوبر عام 1992، والذي بلغت قوته حينها 5.8 درجة على مقياس ريختر، وأسفر عن سقوط مئات الضحايا وتدمير عدد كبير من المباني، وعلى الرغم من الفارق الكبير بين زلزال اليوم الذي بلغ 6.4 ريختر وزلزال 1992 من حيث القوة والتأثير، فإن الهزة الأخيرة تذكّر بأهمية الاستعداد الدائم لمثل هذه الظواهر الطبيعية، خاصة في ظل التوسع العمراني الكبير الذي تشهده العاصمة.

زلزال القاهرة اليوم

سجلت محطات الشبكة القومية لرصد الزلازل والتابعة للمعهد اليوم الأربعاء هزة أرضية على بُعد 421 كيلومتر شمال مطروح وكانت بياناتها كالتالي:

زلزال 1

الهزات الارتدادية لزلزال القاهرة اليوم

كما سجلت محطات الشبكة القومية لرصد الزلازل والتابعة للمعهد اليوم الأربعاء الموافق 2025/05/14 هزة أرضية على بُعد 421 کیلومتر شمال مرسي مطروح وكانت بياناتها كالتالي:

زلزال 2

اتساع نطاق الزلازل في شرق المتوسط

حذر الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، من اتساع نطاق انتشار الموجات الزلزالية في منطقة شرق المتوسط، في ظل تكرار الهزات الأرضية خاصة قرب سواحل اليونان، وذلك عقب الزلزال الذي شعر به المصريون فجر الأربعاء، والذي بلغت قوته 6.1 درجة على مقياس ريختر، وفق ما أعلن المعهد الأمريكي للزلازل.

وأوضح شراقي أن الزلزال وقع في تمام الساعة 1:51 صباحًا بتوقيت القاهرة، شرق جزيرة كريت اليونانية، على عمق 76 كيلومترًا، وهو ما ساهم في التخفيف من تأثيره المباشر، لكنه في الوقت ذاته ساعد على اتساع نطاق الموجات الزلزالية، مما جعله محسوسًا في معظم محافظات مصر وعدد من دول شرق المتوسط.

وأضاف أن الزلزال يبعد عن مدينة الإسكندرية بنحو 500 كيلومتر، مشيرًا إلى أن التأثير الزلزالي يضعف تدريجيًا مع زيادة المسافة. كما لفت إلى إمكانية حدوث توابع زلزالية خفيفة، مشددًا على أن الزلازل التي تتجاوز قوتها 6.5 درجة، خصوصًا في المناطق البحرية، قد تُحدث موجات تسونامي، رغم أن هذا لم يحدث مع الزلزال الأخير.

وأشار شراقي إلى أن منطقة الزلزال تقع عند نقطة التقاء الصفيحتين التكتونيتين الأفريقية والأوروآسيوية، وهي من أكثر المناطق نشاطًا في العالم، حيث تشهد هزات يومية تتراوح بين درجتين إلى أربع درجات. 

كما استعرض بعض الزلازل الكبرى في هذه المنطقة، مثل زلزال تركيا في فبراير 2023 بقوة 7.8 درجة، وزلزال عام 365 ميلادية قرب جزيرة كريت، والذي بلغت قوته 8.5 درجة وتسبب في تسونامي مدمر اجتاح سواحل شرق البحر المتوسط.

زلزال دهشور 1992

فيما يتعلق بالربط بين زلزال كريت وزلزال دهشور الشهير عام 1992، كشف الدكتور شريف الهادي، رئيس قسم الزلازل بالمركز القومي للبحوث التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي على عدم وجود أي علاقة علمية أو جيولوجية بين الحدثين، موضحًا أن زلزال اليونان وقع في منطقة نشطة زلزاليًا ضمن ما يُعرف بأحزمة الزلازل، بينما زلزال دهشور كان محليًا طبيعيًا، وليس لزلازل اليونان تأثير مباشر على النشاط الزلزالي في مصر.

وأشار رئيس قسم الزلازل إلى أن مصر تأثرت عبر تاريخها بعدة زلازل قوية، أبرزها زلزال خليج العقبة عام 1995 الذي بلغت قوته 7.2 درجة على مقياس ريختر، وزلزال عام 1969 الذي تجاوزت قوته 6 درجات وكان له تأثيرات واضحة داخل الأراضي المصرية، بالإضافة إلى زلزال أكتوبر 1992 الذي يُعد من أبرز الزلازل التي عايشها المواطنون من حيث التأثير والخسائر.

وأكد الهادي أن المعهد القومي يمتلك منظومة مراقبة متقدمة تضم أكثر من 80 محطة رصد زلزالي موزعة على مختلف أنحاء الجمهورية، تتابع بشكل فوري ودقيق كل النشاطات الزلزالية، بما يضمن سرعة الاستجابة والإنذار المبكر إن لزم الأمر.

زلزال القاهرة والجيزة اليوم وزلزال دهشور 92

علق الإعلامي الرياضي إبراهيم فايق، على حدوث هزة أرضية قوتها 6.2 على مقياس ريختر شعر بها سكان القاهرة والجيزة.

وكتب إبراهيم فايق عبر حسابه على "فيسبوك": "‏من وقت زلزال أكتوبر 92 لم أشعر بزلزال بنفس قوة الزلزال اللي حصل من نصف ساعة.. ربنا يلطف ويسلم ويحفظنا ويحفظ أهالينا في كل مكان".