في خطوة غير مسبوقة، أعلنت الولايات المتحدة عن نيتها فرض إجراءات صارمة ضد عمليات إعادة الشحن عبر موانئها، في محاولة لتقليص تأثير الرسوم الجمركية المتبادلة التي فرضتها على العديد من الدول الشريكة، لا سيما في منطقة جنوب شرق آسيا. وتستهدف هذه الإجراءات منع مرور البضائع عبر موانئ أمريكا لتجنب فرض رسوم جمركية على السلع الأمريكية المصدرة إلى الخارج، وبدلاً من ذلك، تدعو الولايات المتحدة إلى مزيد من التعاون الاقتصادي المحلي وفتح الأسواق أمام صادراتها.
القرار الأمريكي يأتي في وقت حساس بالنسبة لدول مثل تايلاند، التي تعد من أبرز شركاء أمريكا التجاريين في المنطقة. حيث تواجه تايلاند تهديدًا بفرض رسوم جمركية تصل إلى 36% على صادراتها في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق بين البلدين قبل نهاية فترة الوقف العالمي للرسوم في يوليو المقبل. وقد حذّر وزير المالية التايلاندي بيتشاي تشونهافاجيرا من أن هذه الرسوم قد تؤثر سلبًا على الاقتصاد التايلاندي، الذي يعتمد بشكل كبير على التجارة مع الولايات المتحدة.
في هذا السياق، عرضت الحكومة التايلاندية على واشنطن "اقتراحًا تجاريًا مربحًا للجانبين"، تضمن تعزيز التعاون في مجالات عدة مثل تصنيع الأغذية والتكنولوجيا الرقمية، بالإضافة إلى زيادة الاستثمارات التايلاندية في الولايات المتحدة. وتهدف هذه المبادرة إلى تحسين التوازن التجاري بين البلدين من خلال زيادة صادرات تايلاند إلى الولايات المتحدة، وكذلك زيادة واردات أمريكا من القطاعات ذات الأهمية مثل الطاقة، الطائرات، وقطع الغيار، فضلاً عن المنتجات الزراعية الأمريكية مثل الفاكهة والذرة العلفية.
كما اقترحت تايلاند تطبيق قواعد منشأ صارمة على الشحنات التي تمر عبر موانئها من دول ثالثة، في مسعى لتجنب التصنيف باعتبارها دولة تقوم بتمرير البضائع وتهريبها إلى الولايات المتحدة بغرض الالتفاف على الرسوم الجمركية. وفي حين أبدت الولايات المتحدة تجاوبًا مبدئيًا مع الاقتراح، إلا أن التفاوضات القادمة ستكون محورية في تحديد مصير العلاقات التجارية بين الجانبين.
ومن الملاحظ أن هذه التطورات تأتي في وقت حساس بالنسبة للعلاقات الاقتصادية بين أمريكا ودول جنوب شرق آسيا، في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة إلى تأكيد سيادتها الاقتصادية على الساحة العالمية، بينما يحاول شركاؤها في التجارة مثل تايلاند إيجاد توازن بين الاستفادة من الفرص الاقتصادية مع الحفاظ على علاقات تجارية مستدامة.
الخطوات الأمريكية الأخيرة قد تمثل بداية لتحول كبير في ديناميكيات التجارة العالمية، حيث تزداد المنافسة بين الدول الكبرى على أسواقها المحلية في ظل تزايد القيود التجارية، مما قد يغير من طرق التعامل والتعاون بين الاقتصادات العالمية.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
