زلزال , شهد عدد من المواطنين في محافظات القاهرة والجيزة والقليوبية، إلى جانب بعض المحافظات الأخرى، شعورًا بهزة أرضية وقعت منذ وقت قليل. هذه الظاهرة الطبيعية أثارت قلق البعض، لكنها في ذات الوقت تؤكد على كفاءة منظومة الرصد الزلزالي في مصر، والتي تُعد من الأكثر تطورًا في المنطقة والعالم.
بعد زلزال القاهرة شبكة قومية لرصد الهزات الأرضية بدقة عالية
تُعد الشبكة القومية في مصر من بين أحدث الشبكات على المستوى العالمي، حيث تعتمد على 70 محطة موزعة جغرافيًا بدقة شديدة، وفقًا للدراسات التاريخية للأنشطة في مختلف مناطق البلاد. هذه المحطات قادرة على تسجيل أية هزات أرضية تحدث، حتى تلك التي تكون قوتها أقل من الصفر على مقياس ريختر، مما يجعل من المستحيل مرور أي نشاط زلزالي دون رصده بدقة متناهية.
يرجع تاريخ هذه الشبكة إلى ما يزيد عن 150 عامًا، ما يضع مصر في مقدمة الدول في مجال مراقبة الهزات الأرضية ، ليس فقط في شمال إفريقيا، بل في الشرق الأوسط أيضًا. وقد ساهمت هذه البنية التحتية المتطورة في تعزيز قدرة الدولة على التنبؤ به والتعامل معها، مما يحد من تأثيرها على المواطنين والمنشآت.
ما يميز مصر عن غيرها من الدول في هذا المجال هو امتلاكها لأحد أقدم السجلات التاريخية للهزات الأرضية في العالم، إذ يعود تاريخ توثيق هذه الظواهر الطبيعية إلى أكثر من خمسة آلاف عام، بحسب ما ورد في المصادر التاريخية وحضارة مصر القديمة. ورغم أن المراقبة العلمية الدقيقة بدأت فعليًا في أوائل القرن العشرين، إلا أن هذا الإرث التاريخي يمنح مصر ميزة كبيرة في فهم وتحليل الأنماط الزلزالية.
إن هذا المخزون المعرفي الطويل يجعل من مصر دولة ذات ثقل علمي في هذا المجال ، ويساعد العلماء على تطوير طرق أكثر دقة للتنبؤ به والتقليل من تأثيراتها.
تأثير الـ زلزال وموقع مصر الجغرافي
رغم أن مصر ليست من الدول الواقعة ضمن الأحزمة الزلز الية الرئيسية، والتي تُعد الأكثر عرضة للهزات الأرضية في العالم، إلا أن قربها من مناطق نشطة مثل خليج العقبة، خليج السويس، والبحر الأحمر يجعلها عرضة أحيانًا لهزة متوسطة القوة.
ومع تزايد الوعي المجتمعي ومرونة البنية التحتية في مواجهة مثل هذه الظواهر، تقل احتمالات وقوع خسائر جسيمة. فالتأهب والجاهزية، إلى جانب أنظمة الرصد المتقدمة، تُمكّن مصر من التعامل بكفاءة مع أي نشاط مفاجئ.
