السعودية , في مشهد احتفالي حافل، وصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الثلاثاء، إلى العاصمة السعودية الرياض، في زيارة رسمية تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية من خلال توقيع اتفاقيات تجارية وعقد قمة خليجية أمريكية. وقد استُقبل الرئيس الأمريكي في مراسم رسمية مهيبة تعكس خصوصية الضيافة وتوجهاتها الثقافية المتجددة، حيث كان اللافت استخدام السجاد البنفسجي بدلاً من الأحمر، وسط حضور الخيول العربية والمدفعية وعزف الأناشيد الوطنية.
استقبال ملكي لترامب في قصر اليمامة
استقبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الرئيس ترامب فور وصوله إلى مطار الملك خالد الدولي، لينتقل الموكب الرسمي بعد ذلك إلى قصر اليمامة، حيث نُظمت مراسم استقبال رسمية رفيعة المستوى. تقدم الموكب موكب من الخيول العربية الأصيلة التي رافقت سيارة الرئيس، في عرض تراثي يجمع بين القوة والأصالة.
وعزفت الفرق الموسيقية النشيد الوطني الأمريكي والسلام الملكي ، كما أطلقت المدفعية 21 طلقة تحية للرئيس الضيف، في تقليد متبع لتكريم كبار الزوار. هذا المشهد، الذي يمزج بين البروتوكول الدبلوماسي والتقاليد العربية، عكس عمق العلاقات بين المملكة والولايات المتحدة، وأهمية الزيارة في سياق العلاقات الإقليمية والدولية.
السجاد البنفسجي في السعودية : رسالة من الأرض والثقافة
من أبرز ما جذب الأنظار خلال الاستقبال، كان السجاد البنفسجي الذي فرش على طول الممر المؤدي إلى قصر اليمامة. هذا الاختيار لم يكن عشوائيًا، بل جاء في إطار مبادرة ثقافية أطلقتها وزارة الثقافة بالتعاون مع المراسم الملكية عام 2021، لتغيير اللون التقليدي للسجاد في المراسم الرسمية من الأحمر إلى البنفسجي.
ويرتبط هذا اللون بهوية الأرض ، إذ يعكس لون صحارى المملكة وهِضابها في فصل الربيع، عندما تكتسي بزهور الخزامى والريحان والعيهلان. وقد أوضحت وكالة الأنباء أن السجاد البنفسجي يرمز إلى كرم الطبيعة وترحيبها بالضيوف، ويُعد امتدادًا رمزيًا لعطاء الأرض وشعبها.
عنصر «السدو» في تصميم السجاد في السعودية
السجاد البنفسجي الذي استُخدم خلال مراسم استقبال الرئيس الأمريكي، لم يكن مميزًا بلونه فحسب، بل أيضًا بزخارفه التقليدية المستوحاة من فن السدو، وهو أحد أقدم فنون الحياكة التقليدية في المملكة، والمسجل في قائمة اليونسكو للتراث غير المادي.
تمتد نقوش السدو على جانبي السجاد، مما يمنح البُعد الثقافي حضورًا قويًا في تفاصيل المراسم. وهذا التصميم لا يكتفي بكونه زينة، بل يحمل رسائل حول الاعتزاز بالهوية والتراث، وهو ما يتماشى مع أهداف رؤية السعودية 2030 التي تؤكد على الجمع بين التجدد والتقاليد.
