برز اسم آدم سيث بوهلر، المبعوث الخاص الرئاسي لشؤون الأسرى خلال إدارة الرئيس دونالد ترامب الثانية، كشخصية محورية في الدبلوماسية الهادئة بسبب دوره في قيادة محادثات مباشرة غير مسبوقة مع حركة حماس في قطر عام 2025.
هدفت هذه المحادثات إلى تأمين إطلاق سراح الأسرى، بما في ذلك الأمريكي إيدان ألكسندر، في خطوة خرقت السياسة الأمريكية التقليدية بعدم التفاوض مع الجماعات المصنفة إرهابية من قبل واشنطن، مما أثار جدلًا واسعًا وتوترات مع إسرائيل وبعض أعضاء الكونجرس، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة جيروزاليم بوست.
أثارت تصريحات بوهلر العلنية، التي دافع فيها عن هذه المحادثات، انتقادات حادة من الجمهوريين في الكونجرس، الذين اعتبروا نهجه تساهلًا مع حماس، خاصة بعد وصفه لقادتها بأنهم "ليسوا بشياطين ذوي قرون"، وفقًا لـ جويش إنسايدر.
أدت هذه الانتقادات، إلى جانب الضغوط الإسرائيلية، إلى تهميشه من المفاوضات، حيث تولى ستيف ويتكوف، مبعوث ترامب للشرق الأوسط، قيادة المحادثات عبر قنوات تقليدية بوساطة قطر ومصر.
تولى بوهلر منصب المبعوث الخاص لشؤون الرهائن على أساس مؤقت في يناير 2025، بعد ترشيحه من قبل ترامب في 4 ديسمبر 2024، لتأمين إطلاق سراح المواطنين الأمريكيين المحتجزين في الخارج في ظروف مثيرة للقلق.
قاد مفاوضات حساسة، بما في ذلك إطلاق سراح المعلم الأمريكي مارك فوغل من روسيا، مما عزز سمعته كدبلوماسي فعال، وفقًا لـ واشنطن بوست.
ومع ذلك، أثار دوره في المحادثات المباشرة مع حماس جدلًا كبيرًا بسبب خرقه للسياسة الأمريكية التقليدية، حيث عارض بعض أعضاء الكونجرس، خاصة الجمهوريين، هذا النهج، معتبرين أنه يقوض الموقف الأمريكي ضد الجماعات الإرهابية، كما أفادت جيروزاليم بوست.
في مارس 2025، سحب بوهلر ترشيحه للمنصب الذي يتطلب موافقة الكونجرس، لتجنب شرط التخلي عن استثماراته في شركته Rubicon Founders، لكنه يستمر في العمل كموظف حكومي خاص حتى سبتمبر 2025، دون الحاجة إلى موافقة الكونجرس.
في يناير 2025، قاد بوهلر محادثات مباشرة مع ممثلي حماس في قطر لتأمين إطلاق سراح إيدان ألكسندر وجثث أربعة رهائن أمريكيين إسرائيليين قُتلوا (إيتاي تشين، عمر نويترا، غادي هاغاي، وجودي وينشتاين).
أجريت هذه المحادثات بالتوازي مع مفاوضات غير مباشرة بوساطة قطر ومصر، لكنها أثارت غضب الحكومة الإسرائيلية، التي لم تُبلغ مسبقًا بشكل كامل، وفقًا لـ نيويورك تايمز.
وصف بوهلر المحادثات بأنها "مفيدة جدًا"، مشيرًا إلى هدفه فهم "النتيجة النهائية الواقعية" التي تسعى إليها حماس، وفقًا لـ رويترز.
اقترحت حماس هدنة لمدة خمس إلى عشر سنوات، تشمل نزع سلاحها والتخلي عن السلطة السياسية في غزة مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن، وهو ما وصفه بوهلر بأنه "عرض أولي جيد"، وفقًا لـ جيروزاليم بوست.
أثارت تصريحاته، مثل قوله إن الولايات المتحدة "ليست وكيلة لإسرائيل" خلال مقابلات مع CNN وKan News، انتقادات إسرائيلية ومن أعضاء الكونجرس، الذين رأوا أن استخدامه لمصطلحات مثل "السجناء" للأسرى الإسرائيليين و"الرهائن" للسجناء الفلسطينيين يعكس عدم دقة لغوية، وفقًا لصحيفة تايمز أوف إسرائيل.
أثارت المحادثات المباشرة، التي أُجريت دون موافقة إسرائيلية مسبقة، توترات كبيرة مع الحكومة الإسرائيلية، وخاصة مع وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، الذي عبر عن استيائه في مكالمة هاتفية متوترة مع بوهلر، وفقًا لموقع أكسيوس.
أفادت جيروزاليم بوست أن إسرائيل علمت بالمحادثات من مصادر خارجية، مما أدى إلى تسرب الأخبار إلى وسائل الإعلام. أدت تصريحات بوهلر خلال جولته الإعلامية في مارس 2025، التي شملت Fox News وثلاث قنوات إسرائيلية، إلى تصعيد الانتقادات، حيث اعتبر الجمهوريون في الكونجرس تعليقاته، مثل وصف قادة حماس بأنهم "ليسوا بشياطين ذوي قرون"، غير لائقة، وفقًا لموقع جويش إنسايدر.
على الرغم من الجدل، أفادت جيروزاليم بوست أن محادثات بوهلر في مارس 2025 أدت إلى اقتراح من حماس لإطلاق سراح إيدان ألكسندر وجثث الرهائن الأمريكيين الإسرائيليين كجزء من هدنة ممتدة، لكن الصفقة لم تُبرم بسبب معارضة إسرائيل وتغيرات في مواقف الأطراف.
أكد وزير الخارجية ماركو روبيو أن هذه المحادثات كانت "حدثًا لمرة واحدة" ولم تحقق نتائج ملموسة، مشددًا على أن القنوات التقليدية بقيادة ويتكوف هي المسار الرئيسي، وفقًا لموقع ديف ديسكورس.
دافع بوهلر عن الحوار كوسيلة لتحقيق تقدم، موضحًا أن الهدف ليس تقديم تنازلات، بل إيجاد أرضية مشتركة، وفقًا لصحيفة جيروزاليم بوست.
لاقى نهج بوهلر، الذي وصفه بمحاولة "إيجاد العناصر الإنسانية" في حماس، انتقادات لكونه ساذجًا من قبل محللين مثل كومنتاري ماغازين، التي وصفته بأنه "مبتدئ في الدبلوماسية" أضر بجهود إطلاق الأسرى.
ومع ذلك، دافع آخرون، مثل هيو لوفات من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، عن هذه الاتصالات كخطوة إيجابية محتملة، مشيرين إلى احترافية مفاوضي حماس، وفقًا لـ ذا جارديان.
بعد سحب ترشيحه، استمر بوهلر كموظف حكومي خاص، يساعد ويتكوف في قضايا الرهائن حتى سبتمبر 2025، ولا يزال يتمتع بثقة ترامب، وفقًا لموقع أكسيوس.
وُلد بوهلر لعائلة يهودية، ابن طبيب، وتخرج بتفوق من كلية وارتون بجامعة بنسلفانيا عام 2000. عمل في Battery Ventures وFrancisco Partners، وأسس Landmark Health، التي بيعت بـ3.5 مليار دولار في 2021، بالإضافة إلى Avalon Health Solutions وAccumen.
يشغل حاليًا منصب الشريك الإداري لـRubicon Founders، وفقًا لـ فوربس.
خلال إدارة ترامب الأولى، شغل مناصب بارزة، بما في ذلك الرئيس التنفيذي لمؤسسة التمويل التنموي الدولي الأمريكية (2019-2021)، ومدير مركز الابتكار في CMS، حيث أطلق 16 نموذجًا للدفع القائم على القيمة، وقاد جهود اختبارات كوفيد-19، وفقًا لـبلومبرج.