لاوُن , في أول خطاب رسمي له منذ تنصيبه، أكد الباباعزمه مواصلة مسيرة البابا الراحل فرنسيس، مشددًا على ضرورة الحفاظ على ما وصفه بـ”الإرث الثمين” الذي تركه سلفه، خاصة فيما يتعلق بالعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية. كما حذّر من التحديات التي يفرضها الذكاء الاصطناعي على الطبقة العاملة، مشيرًا إلى أن الكنيسة مدعوة اليوم للقيام بدور ريادي في الدفاع عن الإنسان في وجه ثورة صناعية جديدة.
البابا لاوُن الجديد ورسالة الاستمرارية
في الاجتماع الأول الذي جمعه مع كرادلة الكنيسة الكاثوليكية، حظي البابا بتصفيق حار من الحضور، وبدأ حديثه بالتأكيد على أن بابويته ستكون امتدادًا لنهج البابا فرنسيس، لا سيما في القضايا الاجتماعية والإنسانية. ولفت إلى أنه اختار الإسم الرابع عشر” تيمّنًا بالبابا لاوُن الثالث عشر، الذي عُرف بتأسيسه لما يُعرف اليوم بـ”التعاليم الاجتماعية الكاثوليكية”، حيث وجّه عام 1891 رسالة شهيرة بعنوان “Rerum Novarum” أو “الأمور الجديدة”، تناول فيها أوضاع العمال وتأثير الثورة الصناعية الأولى على حياتهم.
وأوضح أن العالم يعيش اليوم ثورة صناعية من نوع جديد، تقودها التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، ما يتطلب من الكنيسة أن تتفاعل معها بمسؤولية. وقال البابا بلغة إيطالية بطلاقة: “تضعنا التطورات السريعة في الذكاء الاصطناعي أمام تحديات كبرى تتعلق بالعدالة وكرامة الإنسان والعمل، وهي مسؤوليات لا يمكن تجاهلها”.
التزام بالعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية
أكد أن تعاليم الكنيسة الاجتماعية ليست مجرد موروث نظري، بل “كنز حي” يمكن استخدامه لمواجهة مشكلات الواقع، من الفقر والتهميش إلى تهديدات التكنولوجيا الحديثة للوظائف وحقوق العمال. واعتبر أن الدفاع عن كرامة الإنسان يجب أن يكون في صلب عمل الكنيسة، خاصة في ظل أنظمة اقتصادية معقدة بدأت تُعيد تشكيل مفهوم العمل والحقوق.
وأشار إلى أن التحولات الرقمية والاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي قد تؤدي إلى إقصاء فئات واسعة من المجتمع من سوق العمل، وهو ما يعيد إلى الأذهان ما عاشه العالم خلال الثورة الصناعية الأولى، حين واجه العمال ظروفًا قاسية دون حماية. وهنا، شدد على أن الكنيسة يجب أن تكون “صوتًا للعدالة”، لا سيما في الدول الفقيرة والنامية.
البابا لاوُن أول بابا أمريكي يلفت الأنظار عالميًا
يشكّل انتخاب البابا المعروف سابقًا باسم روبرت بريفوست والمولود في شيكاغو، لحظة تاريخية في تاريخ الفاتيكان، إذ أصبح أول أمريكي يتولى الكرسي الرسولي. وقد أثار اختياره دهشة وإعجابًا في أوساط الكاثوليك في الولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية، الذين رأوا فيه فرصة جديدة لتقريب الكنيسة من الشعوب والقضايا المعاصرة.
وبارتدائه الثوب الأبيض البابوي، وجّه البابا رسالة قوية مفادها أن التغيير يمكن أن يتجسد من خلال الوفاء للمبادئ، مع الانفتاح على التحديات التي يفرضها العصر الحديث.
