ليلة الثلاثاء، عاشت عدة مناطق في سوريا ساعات عصيبة بعد غارات إسرائيلية مكثفة استهدفت مواقع عسكرية في محافظتي حمص واللاذقية. الانفجارات العنيفة التي تلت الضربات أيقظت سكان المدن القريبة وأثارت موجة من التساؤلات حول طبيعة الأهداف التي قصفتها إسرائيل، ومدى تأثيرها على التوازن العسكري في الداخل السوري.

حمص في قلب القصف
أفادت مصادر ميدانية أن الطائرات الإسرائيلية ركزت نيرانها على مستودع ذخيرة وأسلحة داخل كلية الدفاع الجوي قرب مدينة حمص، تحديدًا في الجهة الجنوبية من المحافظة. هذا الموقع يُعتبر من أبرز المراكز العسكرية في المنطقة الوسطى، ويُعتقد أنه يُستخدم لتخزين معدات عسكرية حساسة.
تقارير إعلامية لبنانية أوضحت أن الغارات نُفذت من أجواء البقاع الشمالي في لبنان، وهو المسار المعتاد للطائرات الإسرائيلية لتجنب كشفها من قبل الرادارات السورية.
استهداف محيط تدمر
لم تتوقف الغارات عند حمص وحدها، إذ أعلنت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن هجمات إسرائيلية أصابت أيضًا مواقع عسكرية في محيط مدينة تدمر شرق حمص. ورغم أن الدفاعات الجوية السورية حاولت اعتراض الصواريخ، فإن معظمها أصاب أهدافه بدقة.
محللون عسكريون يرون أن اختيار تدمر كمسرح للغارات يحمل دلالات استراتيجية، كونها تقع على طريق إمداد حيوي بين العراق وسوريا، وتُستخدم أحيانًا كمعبر لنقل الأسلحة.
انفجارات في اللاذقية
في محافظة اللاذقية الساحلية، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن انفجارات ضخمة هزت ثكنة سقوبين العسكرية، بالتزامن مع الضربات الجوية الإسرائيلية. هذه المنطقة تُعد من أهم النقاط العسكرية المطلة على البحر المتوسط، ما يثير تساؤلات حول ما إذا كانت إسرائيل تستهدف مخازن أسلحة بحرية أو مواقع مرتبطة بوجود عسكري أجنبي.
لماذا تستهدف إسرائيل هذه المواقع؟
إسرائيل نادرًا ما تعلن بشكل مباشر عن طبيعة أهدافها داخل سوريا، لكنها تؤكد باستمرار أن عملياتها العسكرية تهدف إلى منع وصول الأسلحة المتطورة إلى حزب الله، إضافة إلى إضعاف الوجود الإيراني الذي تعتبره تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي.
الهجمات الأخيرة على حمص واللاذقية تبدو منسجمة مع هذه الاستراتيجية، حيث تشير طبيعة الأهداف إلى محاولة تقويض خطوط الإمداد العسكري وإضعاف القدرات اللوجستية التي قد تُستخدم ضد إسرائيل مستقبلًا.
الموقف السوري وردود الأفعال
دمشق وصفت هذه الغارات بأنها "عدوان سافر" وانتهاك للسيادة السورية، مؤكدة أن دفاعاتها الجوية تمكنت من إسقاط بعض الصواريخ قبل وصولها إلى أهدافها. ومع ذلك، فإن الصور المتداولة والانفجارات التي وثقها السكان المحليون أظهرت حجمًا كبيرًا من الدمار.
على الصعيد الشعبي، ساد القلق في أوساط سكان حمص واللاذقية من احتمالية تكرار هذه الهجمات بشكل أوسع، خاصة أن بعضها وقع بالقرب من مناطق مأهولة بالسكان.
تداعيات إقليمية محتملة
تكرار الغارات الإسرائيلية داخل الأراضي السورية يثير تساؤلات حول مستقبل الصراع في المنطقة، خصوصًا مع تزايد التوترات على أكثر من جبهة. فإلى جانب الوضع الداخلي المتأزم في سوريا، هناك مؤشرات على أن استمرار استهداف الأجواء اللبنانية لتنفيذ الهجمات قد يفتح بابًا لتوتر جديد بين إسرائيل ولبنان.
وبينما تحاول إسرائيل فرض معادلة ردع جديدة، تواجه سوريا معضلة الدفاع عن أراضيها في ظل محدودية قدراتها العسكرية نتيجة الحرب الطويلة التي أنهكت البلاد.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.