من حي الدقي للفن لرئاسة الأهلي.. حكاية صالح سليم الذي غير وجه الكرة المصرية

في الحادي عشر من سبتمبر عام 1930، وُلد صالح سليم، الاسم الذي أصبح لاحقًا مرادفًا للقيادة والانضباط داخل النادي الأهلي، وأحد أبرز الرموز في تاريخ الرياضة المصرية، سواء داخل المستطيل الأخضر أو في أروقة الإدارة.

صالح سليم.. الرجل الذي لم يكن يحتاج أن يصرخ ليسمع

وُلد صالح سليم في محافظة الجيزة، وسط بيئة علمية مرموقة، حيث كان والده الدكتور محمد سليم من أبرز أطباء التخدير في مصر، ورغم أن مسيرته التعليمية انتهت بالحصول على بكالوريوس التجارة من جامعة القاهرة، فإن طريقه المهني بدأ في هيئة قناة السويس، قبل أن يقرر ترك الوظيفة الحكومية ويتجه إلى العمل الحر، بحثًا عن استقلاله.

بدايته مع كرة القدم كانت في شوارع حي الدقي، حيث ظهرت موهبته مبكرًا، وتألّق في مسابقات المدارس، من الأورمان إلى السعيدية، وصولًا إلى منتخب المدارس، وفي عام 1944، انضم إلى صفوف الناشئين بالنادي الأهلي، قبل أن يصعد للفريق الأول عام 1948، ويخوض أولى مبارياته الرسمية أمام المصري البورسعيدي يوم 5 نوفمبر، في لقاء شهد تسجيله أول أهدافه بقميص الأهلي.

خلال مسيرته كلاعب، خاض تجربة احترافية قصيرة في نادي جراتز النمساوي، استمرت أربعة أشهر، نجح خلالها في إنقاذ الفريق من الهبوط رغم احتلاله المركز الأخير بالدوري عند وصوله.

 أما داخل الأهلي، فقد كان أحد أعمدة الفريق الذهبي، حيث ساهم في تحقيق 22 بطولة، منها:

- 11 لقبًا للدوري العام

- 8 بطولات لكأس مصر

- لقبان لدوري منطقة القاهرة

- كأس الجمهورية العربية المتحدة عام 1961

على الصعيد الدولي، ارتدى قميص منتخب مصر عام 1950، وقاد الفريق للتتويج بكأس الأمم الأفريقية عام 1959 في القاهرة، كما مثّل مصر في دورة الألعاب الأولمبية بروما عام 1960، ليؤكد مكانته كقائد داخل الملعب وخارجه.

بعيدًا عن الملاعب، خاض تجربة فنية قصيرة، حيث شارك في ثلاثة أفلام: «السبع بنات»، «الشموع السوداء»، و«الباب المفتوح»، ورغم النجاح الفني، رفض الاستمرار في التمثيل، مؤمنًا بأن نجوميته الحقيقية تنتمي إلى عالم الرياضة.

متى تولى صالح سليم رئاسة النادي الأهلي؟

بعد أن طوى صفحة اللعب داخل المستطيل الأخضر، لم يغادر صالح سليم أسوار القلعة الحمراء، بل انتقل بسلاسة من دور القائد في الملعب إلى دور القائد في الإدارة، بدأ مشواره الإداري بتولي مسؤولية مدير الكرة، ثم واصل طريقه بثبات حتى اعتلى منصب رئيس النادي الأهلي للمرة الأولى عام 1980.

وعلى مدار فترتين رئاسيتين، لم يكن مجرد رئيس، بل كان مهندسًا للبطولات، حيث قاد الأهلي لتحقيق 12 لقبًا للدوري الممتاز، و8 بطولات لكأس مصر، إلى جانب 7 تتويجات قارية متنوعة، فضلاً عن إنجازات عربية وأوسمة تقديرية عززت مكانة النادي محليًا ودوليًا.