قالت قناة "كان" العبرية الرسمية، الجمعة، إن مقربين من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أبلغوا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأن واشنطن تريد التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب على غزة المستمرة منذ عامين.
ونقلت القناة التابعة لهيئة البث العبرية، عن مصادر مطلعة قولها إن "مبعوث ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف وصهر الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر التقيا نتنياهو في نيويورك أمس الخميس، وأكدوا له أن الوقت حان لإنهاء الحرب" على غزة.
وأوضحت أن اللقاء جاء لبحث تعديلات طلبتها إسرائيل على الخطة الأمريكية لوقف الحرب، تمهيدا لعقد لقاء بين نتنياهو وترامب، الاثنين المقبل، بعد التوصل إلى تفاهمات بشأنها.
ووفق القناة، فإن نتنياهو ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر عبرا أمام الوفد الأمريكي عن رفضهما لعدد من بنود الخطة، فيما شدد مقربون من رئيس الوزراء على أن "أي اتفاق يجب أن يتضمن القضاء الكامل على حركة حماس".
في المقابل، نقلت القناة عن مسؤول إسرائيلي آخر قوله إن "احتمال العودة إلى القتال بعد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار منخفض جدا".
يأتي ذلك بالتزامن مع طرح الرئيس ترامب خطة من 21 بندا لإنهاء الحرب على غزة، خلال لقاء مع قادة دول عربية وإسلامية باجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وبحسب القناة "12" الإسرائيلية الخاصة، تشمل الخطة بنودا منها تشكيل إدارة لغزة في مرحلة ما بعد الحرب لا تضم حركة "حماس"، وإنشاء قوة أمنية مشتركة من فلسطينيين وجنود من دول عربية وإسلامية.
إضافة إلى تمويل عربي وإسلامي لإعادة إعمار غزة وتسيير شؤونها، مع مشاركة جزئية للسلطة الفلسطينية في إدارتها.
وفي السياق ذاته، ذكرت القناة "12" أن مقربين من نتنياهو تحدثوا عن "تغير في لهجة ترامب تجاه الحرب في غزة"، مشيرين إلى أنه سيطلب من نتنياهو "جدولا زمنيا واضحا لإنهاء الحرب".
وأضافت أن التقديرات في إسرائيل تشير إلى أن ترامب سيطالب نتنياهو بالمضي قدما في الخطة الأمريكية لإنهاء الحرب.
وأكد المقربون من نتنياهو وجود تنسيق كامل بين واشنطن وتل أبيب، لكنهم لاحظوا في الوقت نفسه "تغيّرا في صبر ترامب" حيال الحرب على غزة.
من جانبها، قالت القناة "13" العبرية الخاصة إن مسؤولين كبارا في تل أبيب يرون أن صبر الإدارة الأمريكية بشأن الوضع في غزة "بدأ ينفد".
وأشارت إلى أن البيت الأبيض يضغط بشكل متزايد في الأيام الأخيرة على إسرائيل للتوصل إلى صفقة مع حركة حماس.
وبحسب القناة، فإن التوقعات في إسرائيل أن يبدي ترامب خلال لقائه مع نتنياهو، الاثنين المقبل، موقفا صارما حيال إنهاء الحرب في قطاع غزة.
في المقابل، قال القيادي في حركة "حماس" غازي حمد، الجمعة، في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية، إن الحركة مستعدة للخروج من حكم قطاع غزة.
وبشأن الاقتراح الأمريكي الأخير الذي يدعو حماس إلى إطلاق سراح جميع الأسرى، أحياء وأمواتا، مقابل آلاف السجناء الفلسطينيين ووقف فوري لإطلاق النار، قال حمد: "أصررنا على الالتزام بالصفقة الشاملة، بإعادة جميع الأسرى خلال 24 ساعة، لكن إسرائيل رفضت".
وتقدر تل أبيب وجود 48 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها نحو 11 ألفا و100 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، قتل العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وأكدت حركة حماس مرارا استعدادها للتوصل إلى صفقة جزئية أو شاملة لتبادل الأسرى، فيما يواصل نتنياهو تعنته وعدوانه على القطاع، وسط اتهامات المعارضة وأهالي الأسرى له بمواصلة الحرب للحفاظ على منصبه السياسي.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 65 ألفا و549 شهيدا و167 ألفا و518 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 442 فلسطينيا بينهم 147 طفلا.