"الشرع" يدعو لرفع العقوبات بالكامل لبناء دولة جديدة

في أول ظهور لرئيس سوري أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ عام 1967، دعا الرئيس أحمد الشرع إلى رفع العقوبات عن سوريا بشكل كامل.

جاء ذلك خلال كلمته أمام الجمعية في دورتها الثمانين يوم الأربعاء، مؤكدًا أن هذه الخطوة ضرورية لدعم دخول بلاده إلى مرحلة جديدة عنوانها "السلام والازدهار والتنمية".

بناء دولة جديدة وسياسة متوازنة

أكد الشرع أن بلاده تتبع سياسة واضحة الأهداف منذ سقوط النظام السابق، ترتكز على الدبلوماسية المتوازنة، والاستقرار الأمني، والتنمية الاقتصادية.

وأشار إلى أن الحكومة الجديدة تعمل على ملء فراغ السلطة، والدعوة إلى حوار وطني، وتأسيس هيئة وطنية للعدالة الانتقالية.

وخلال زيارته إلى واشنطن، عقد الشرع عدة اجتماعات مع كبار المسؤولين الأمريكيين وعدد من المستثمرين، حيث التقى بوزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، كما التقى بالرئيس الأمريكي دونالد ترمب مجددًا لفترة وجيزة.

وأوضح الشرع أن سوريا "تحولت من بلد يُصدّر الأزمات إلى فرصة تاريخية لإحلال الاستقرار والسلام والازدهار لها وللمنطقة بأسرها".

جذب الاستثمار بديلاً عن المساعدات

أشارت الحكومة السورية الجديدة إلى أنها تعمل على تعديل قوانين الاستثمار بهدف استقطاب الشركات الأجنبية للمساعدة في إعادة إعمار البلاد بعد سنوات من الحرب.

وأكد الشرع في كلمته أن بلاده "تُعيد بناء نفسها من خلال دولة جديدة عبر بناء المؤسسات والقوانين التي تكفل حقوق الجميع دون استثناء".

وأوضح أن النهج الجديد يعتمد بشكل أساسي على فتح البلاد أمام الاستثمار، بعيدًا عن الاعتماد على المساعدات أو القروض، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تبدي "رغبة كبيرة في الاستثمار في سوريا".

وتعكس زيارة الشرع إلى الولايات المتحدة انخراطًا متزايدًا من جانب واشنطن مع الحكومة السورية الجديدة، بعدما قام الرئيس ترمب بتخفيف العقوبات الاقتصادية عنها في مايو الماضي، وإن كان بعضها يتطلب موافقة الكونغرس لإلغائه.

تنديد بالنظام السابق وموقف من القضايا الإقليمية

حرص الرئيس السوري خلال كلمته على شكر السعودية وتركيا وقطر والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على دعمهم المتواصل لبلاده.

كما تحدث بشكل مستفيض عن نظام بشار الأسد، مشيرًا إلى أنه "قتل نحو مليون إنسان وعذب مئات الآلاف وهجّر حوالي 14 مليونًا وهدم ما يقرب من مليوني منزل".

وأكد أن بلاده ماضية في إجراء انتخابات برلمانية في 5 أكتوبر المقبل، كما تعمل على إعادة هيكلة المؤسسات المدنية والعسكرية من خلال مبدأ "حصر السلاح بيد الدولة".

وطالب بضرورة رفع العقوبات بشكل كامل حتى لا تكون أداة "لتكبيل الشعب السوري ومصادرة حريته من جديد".

وبشأن التهديدات الإسرائيلية، أكد الشرع أنها لم تهدأ منذ يناير الماضي، وأن سياسات إسرائيل تعمل على استغلال المرحلة الانتقالية، مما قد يعرض المنطقة لدخول دوامة صراعات جديدة.

وشدد على التزام بلاده باتفاق فض الاشتباك لعام 1974، داعيًا المجتمع الدولي للوقوف إلى جانب سوريا في مواجهة هذه المخاطر.

وفي الختام، عبّر الشرع عن دعمه لأهالي قطاع غزة، ودعا إلى إيقاف الحرب فورًا.