إجماع دولي واسع على “إعلان نيويورك” لإحياء حل الدولتين والإعتراف بدولة فلسطين

مؤتمر الأمم المتحدة لحل الدولتين للقضية الفلسطينية

شهدت الساحة الدولية ترحيباً واسعاً بإقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة لـ”إعلان نيويورك” الخاص بتنفيذ حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. 

وحظي القرار بتأييد 142 دولة، مقابل 10 دول صوتت ضده وامتناع 12 عن التصويت، اعتُبر خطوة محورية على طريق إعادة إحياء عملية السلام ووضع حدّ للصراع الفلسطيني الإسرائيلي المستمر منذ عقود.

وفي أول رد فلسطيني رسمي، أكد نائب رئيس الوزراء الفلسطيني حسين الشيخ أن اعتماد “إعلان نيويورك” يجسد الإرادة الدولية الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني، ويمثل محطة متقدمة نحو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وترسيخ حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم. وأضاف أن الاعترافات الدولية المتزايدة بدولة فلسطين تمثل ركيزة أساسية لضمان حماية حل الدولتين وتعزيز الاستقرار الإقليمي والدولي.

كما رحبت حركة فتح بالقرار، معتبرة إياه دليلاً على الإجماع الأممي بضرورة إنهاء الاحتلال ووضع العالم أمام مسؤولياته السياسية والقانونية تجاه القضية الفلسطينية.

من جانبه، كتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على منصة “إكس” أن اعتماد الإعلان جاء بجهود مشتركة بين فرنسا والسعودية، مؤكداً أن المجتمع الدولي بات أمام “مسار لا رجعة فيه نحو السلام في الشرق الأوسط”، مشدداً على أن تحقيق دولتين لشعبين يعيشان جنباً إلى جنب في سلام وأمن أصبح مسؤولية مشتركة تقع على عاتق العالم أجمع.

كما أصدرت وزارة الخارجية السعودية بياناً رحبت فيه بالقرار، معتبرة أن تصويت 142 دولة لصالحه يعكس الإجماع الدولي على أهمية المضي قدماً نحو تحقيق السلام العادل والشامل. 

وأضافت أن القرار يشكل نقطة تحول في مساعي إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة.

بدورها، وصفت وزارة الخارجية الأردنية القرار بأنه “خطوة مهمة” نحو ضمان الحقوق الفلسطينية، فيما أكدت وزارة الخارجية المصرية أن اعتماد الإعلان يعكس توافقاً دولياً واسعاً على ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتمكين الفلسطينيين من إقامة دولتهم. 

وجددت القاهرة دعمها للجهود الإقليمية والدولية، خاصة مبادرات السعودية والولايات المتحدة، وعملية جدة، إلى جانب استضافة مصر للمنتدى السياسي والمدني للقوى الفلسطينية من أجل وقف إطلاق النار في غزة واحتواء تداعيات الأزمة.

كما انضمت دولة قطر إلى قائمة المرحبين، مؤكدة أن التصويت بأغلبية ساحقة يعكس تأييداً دولياً واسعاً لحقوق الشعب الفلسطيني ويمثل خطوة متسقة مع تعهدات دول عدة بالاعتراف بدولة فلسطين قريباً.

ورحب مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية بالقرار، حيث أكد السفير جمال رشدي، المتحدث باسم الأمين العام للجامعة، أن التصويت الكاسح يمنح “إعلان نيويورك” مصداقية دولية كبيرة ويعزز فرص تفعيل بنوده على أرض الواقع.

ويُعد إعلان نيويورك، المكوّن من سبع صفحات، ثمرة مؤتمر دولي رفيع المستوى استضافته الأمم المتحدة في يوليو الماضي برعاية سعودية فرنسية مشتركة، ويهدف إلى وضع خريطة طريق شاملة لحل القضية الفلسطينية وإنهاء عقود من الصراع عبر مفاوضات تقود إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش بسلام إلى جانب إسرائيل.