انطوني ساسين: السيارات الكهربائية ستصبح أرخص والدولار يواجه ضغوطاً طويلة الأمد

انطوني ساسين: السيارات الكهربائية ستصبح أرخص والدولار يواجه ضغوطاً طويلة الأمد

أكد أنطوني ساسين، كبير استراتيجي الاستثمار في شركة KraneShares، أن أسعار السيارات الكهربائية ستشهد المزيد من التراجعات في المرحلة المقبلة، مشيراً إلى أن وتيرة انتشارها تتسارع بشكل لافت على مستوى العالم، وأضاف أن الصين باتت في موقع متقدم جداً مقارنة ببقية الدول في مجال تصنيع السيارات الكهربائية، ما يمنحها ميزة تنافسية قوية على الساحة العالمية.

أمريكا والصين.. علاقة معقدة رغم التصعيد

وفي رده على سؤال حول الموقف الأمريكي من الهند بسبب استيرادها النفط الروسي، مقابل التغاضي عن الصين رغم أنها من أكبر المستوردين للطاقة من روسيا، أوضح ساسين أن العلاقات بين واشنطن وبكين قائمة على ترابط اقتصادي معقد يجعل من الصعب على أي طرف الانفكاك عن الآخر.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة تعتمد بشكل شبه كامل على أكثر من 500 فئة من المنتجات الصينية، بينما تعتمد أوروبا على نحو 400 فئة، مما يجعل أي مواجهة اقتصادية مباشرة مكلفة للغاية للطرفين.

أدوات الضغط الأمريكية وحدودها

ساسين أوضح أن واشنطن تمتلك أدوات ضغط مثل شطب الشركات الصينية من البورصات الأمريكية أو فرض قيود على الاستثمارات، إلا أن هذه السياسات مكلفة داخلياً أيضاً، كما حدث في عام 2018 عندما اضطرت الحكومة الأمريكية إلى دعم المزارعين بعشرة مليارات دولار بعد أزمة صادرات فول الصويا.

تنويع صعب بعيداً عن الصين

وفيما يتعلق بمحاولات الغرب تنويع مصادره بعيداً عن الصين، أشار ساسين إلى أن هذه الخطوة ليست سهلة على الإطلاق، نظراً لانخفاض تكلفة المنتجات الصينية من جهة، وسيطرة بكين على سلاسل إمداد حيوية من جهة أخرى. وأضاف أن الصين توظف موقعها الاقتصادي والجيوسياسي، بما في ذلك نفوذها في آسيا والمحيط الهادئ، كورقة ضغط إضافية على واشنطن وحلفائها.

أسواق آسيا ترتفع مع ضعف الدولار

تطرق ساسين إلى التحركات الأخيرة في الأسواق الآسيوية، حيث سجل مؤشر "نيكاي" الياباني مستويات قياسية هي الأعلى منذ عقد، فيما حققت الأسهم الصينية مكاسب كبيرة وارتفاعاً ملحوظاً في قيمتها السوقية. وعزا ذلك إلى تراجع قوة الدولار وتوقعات قرب دخول الاقتصاد الصيني في مرحلة انتعاش تدريجي.

الدولار تحت ضغط طويل الأمد

وحول مستقبل الدولار، أكد ساسين أن العملة الأمريكية تمر الآن بمرحلة تراجع تدريجي بعد صعود استمر نحو 15 عاماً. وأوضح أن دورة الدولار عادة ما تسير في موجات تمتد لعشر سنوات صعوداً وأخرى هبوطاً، وهو ما قد يفتح المجال أمام العملات الآسيوية والناشئة لتحقيق مكاسب أكبر خلال المرحلة المقبلة.

الفيدرالي بين السيطرة على التضخم واستقرار سوق العمل

أما عن سياسات الفيدرالي الأمريكي، فأشار ساسين إلى أن التضخم ما يزال عند مستوى 3.1%، في حين بدأ معدل البطالة بالارتفاع، وهو ما يضع الاحتياطي الفيدرالي أمام معادلة صعبة بين التحكم في التضخم ودعم استقرار سوق العمل. ولفت إلى أن الأسواق تترقب إشارات أوضح من رئيس الفيدرالي جيروم باول في اجتماعات جاكسون هول المقبلة، وسط توقعات بخفض أسعار الفائدة بربع نقطة مئوية خلال سبتمبر، وإن كان القرار النهائي ما يزال غير محسوم.