قال المحامي محمد قطب، المتخصص في قضايا الأموال العامة، إن منصة "تيك توك" لا تختلف عن غيرها من وسائل التكنولوجيا الحديثة، إذ يمكن أن تقدم محتوى هادفًا وتعليميًا أو دينيًا أو طبيًا، كما يمكن أن تتحول إلى بيئة خصبة للممارسات غير الأخلاقية، وهو ما يستدعي تدخلًا قانونيًا متوازنًا.
وأضاف قطب، خلال حواره ببرنامج "أهل مصر" المذاع على قناة "أزهري"، أن بعض الدول العربية لجأت إلى حجب المواقع الضارة أو الإباحية، بينما اختارت مصر مسارًا يقوم على ملاحقة من يسيئون استخدام التطبيقات عبر الألفاظ الخادشة أو الأفعال المنافية للآداب أو المحتوى المخل، وهو ما أدى إلى تشويه صورة المنصة لدى الرأي العام.
وأوضح أن الكثير من الشباب وجدوا في "تيك توك" طريقًا سريعًا للربح والشهرة، ما جعل بعضهم يتخلى عن طموحات مهنية تقليدية كأن يصبح طبيبًا أو مهندسًا، مقابل الظهور كمؤثرين على المنصة، محذرًا من أن هذه الظاهرة قد تُحدث "تحولًا ثقافيًا خطيرًا في منظومة القيم".
وفيما يتعلق بالجانب القانوني، شدد قطب على أن الاتهام بغسل الأموال يجب ألا يوجّه جزافًا، موضحًا أن "القانون يتطلب إثباتًا دقيقًا لمصدر الأموال غير المشروع عبر محضر تحريات، ثم رفع الأمر إلى النيابة العامة، التي بدورها قد تصدر قرارًا بالتحفظ المؤقت لمدة سبعة أيام يُعرض بعدها على المحكمة الاقتصادية للتأييد أو الرفض".
وقال: "ما يحدث في كثير من الحالات هو التحفظ على كافة أموال المتهم، سواء تلك التي اكتسبها قبل أو بعد ارتكاب الجريمة المزعومة، وهو ما يشكل تجاوزًا لقاعدة أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته"، داعيًا إلى مواءمة أكثر عدالة بين حماية المجتمع من الجرائم الإلكترونية وضمان حقوق الأفراد.
وختم قطب بالتأكيد على أن الحل يكمن في تطوير الوعي المجتمعي لدى مستخدمي المنصات الرقمية، وتقديم محتوى إيجابي قادر على المنافسة، بدلًا من ترك الساحة للمحتوى المبتذل الذي يتم الترويج له على نطاق واسع.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
