أسواق آسيا تستقر وسط بيانات صينية متباينة وترقب قرارات البنوك المركزية

استقرت الأسهم الآسيوية خلال تداولات اليوم الثلاثاء 30 سبتمبر 2025، في ظل حالة من الحذر التي سيطرت على المستثمرين بعد صدور بيانات اقتصادية متباينة من الصين، إلى جانب ترقب قرارات مرتقبة من عدة بنوك مركزية إقليمية بشأن أسعار الفائدة، وسط تصاعد المخاوف من احتمال إغلاق حكومي في الولايات المتحدة.

بيانات اقتصادية صينية متناقضة

أظهرت البيانات الصادرة من بكين استمرار التباين في أداء ثاني أكبر اقتصاد في العالم، حيث أشارت بعض المؤشرات إلى تحسن محدود في قطاعي التصنيع والخدمات، بينما عكست مؤشرات أخرى تباطؤًا في الطلب المحلي وضعفًا في الصادرات. هذا التباين زاد من حذر المستثمرين بشأن قدرة الاقتصاد الصيني على التعافي بوتيرة مستقرة، خاصة مع استمرار الضغوط العالمية على سلاسل الإمداد وتراجع الاستهلاك.

ترقب سياسات البنوك المركزية

ينتظر المستثمرون قرارات السياسة النقدية المرتقبة من عدة بنوك مركزية آسيوية، في مقدمتها بنك اليابان والبنك المركزي الكوري الجنوبي، وسط توقعات بأن يتجه بعضها نحو تثبيت أسعار الفائدة، بينما قد يلجأ البعض الآخر إلى خفض محدود لدعم النمو الاقتصادي في مواجهة الضغوط التضخمية.

ويرى محللون أن أي قرارات غير متوقعة قد تؤدي إلى تقلبات حادة في أسواق المال، خصوصًا مع حساسية الأسواق الآسيوية للتغيرات في السياسات النقدية العالمية، لاسيما في الولايات المتحدة.

المخاوف من إغلاق حكومي أمريكي

على الصعيد العالمي، ألقت التطورات في واشنطن بظلالها على الأسواق، مع تصاعد المخاوف من احتمال إغلاق حكومي أميركي إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق حول الميزانية خلال الساعات المقبلة. ويخشى المستثمرون أن يؤدي هذا السيناريو إلى اضطرابات في الأسواق العالمية وزيادة حالة عدم اليقين الاقتصادي.

تحركات محدودة في الأسهم والعملات

شهدت المؤشرات الرئيسية في آسيا تحركات محدودة، حيث مالت معظمها إلى الاستقرار مع بعض الارتفاعات الطفيفة في بورصات طوكيو وهونج كونج، بينما استقرت الأسواق الصينية دون تغيير يذكر. كما بقيت العملات الآسيوية الكبرى مستقرة نسبيًا أمام الدولار، مع تحسن طفيف في الين الياباني نتيجة الإقبال على الملاذات الآمنة.

التوقعات المقبلة

يرجح محللون أن تظل الأسواق الآسيوية في حالة ترقب خلال الأسبوع الجاري، إلى حين وضوح مسار السياسات النقدية الإقليمية والدولية، بجانب التطورات المتعلقة بالاقتصاد الصيني والإغلاق الحكومي الأميركي. ويؤكد خبراء أن استمرار الحذر هو السمة الأبرز في المرحلة الحالية، مع احتمال تزايد التقلبات في حال صدور قرارات أو بيانات مفاجئة.