إيه رأيك لو أقولك إن تحت رجلينا كنز بيساوي الألماس؟.. حاجة شكلها عادي جدًا، مجرد رمل أبيض في الصحرا، لكن قيمتها في السوق العالمي بتوصل أضعاف سعر الدهب نفسه.
كنز مهمل سنين طويلة، والنهارده مصر قررت تفتحه وتستغله صح، إيه حكاية الكنز ده؟.. وإزاي مصر هتسفيد منه؟
الرمال البيضاء أو رمال السيليكا، مش أي رمل .. دي أساس صناعة السيليكون، والسيليكون هو العمود الفقري للتكنولوجيا كلها: من الخلايا الشمسية، للزجاج، للسيراميك، للرقائق الإلكترونية اللي جوه الموبايل والكمبيوتر.
مصر عندها احتياطي ضخم يوصل لـ 20 مليار طن، من الرمال دي، يعني ببساطة مخزون استراتيجي عالمي على أرضنا.
طيب السوق عامل إزاي؟
حجم سوق رمال السيليكا الصناعي في العالم وصل سنة 2024 لحوالي 12.9 مليار دولار، وبحلول 2037 متوقع يوصل لـ 20.5 مليار دولار.
آسيا والمحيط الهادي لوحدهم بيسيطروا على حوالي 38% من السوق، بقيمة تتعدى 7.3 مليار دولار. يعني الطلب عالمياً بيجري بسرعة، واللي يملك المادة الخام دي، يملك ورقة قوية جدًا في الاقتصاد.

طب إيه وضع مصر في وسط الكلام ده كله؟
قبل 2014 كنا بنصدّر الرمال البيضاء خام، وساعتها اللي كان بياخدها مننا بيعالجها ويبيعها مضاعفة في الأسواق العالمية.
سنة 2022 الحكومة أصدرت قرار بحظر التصدير الخام، والهدف إننا نستفيد من قيمتها هنا جوه البلد.
الأرقام بتقول:
سنة 2021 صادرات مصر من الرمال البيضاء وصلت 26.5 مليون دولار. النهارده الخطة اتغيرت: استثمار محلي ومعالجة متقدمة علشان نطلع قيمة مضافة أكبر.
مش بس كده… دلوقتي فيه أكتر من:
280 شركة زجاج، 212 شركة بويات ودهانات، 67 شركة لإنتاج ألواح الطاقة الشمسية، غير أكتر من 90 شركة تانية في التعدين، كلهم بيعتمدوا على الرمال البيضاء كمكون أساسي في الإنتاج.
الحكومة وفرت حوافز قوية جدًا للاستثمار في مشروعات استغلال الرمال البيضاء، من خلال خصم ضريبي يوصل لـ 50% من التكلفة الاستثمارية في مناطق زي قناة السويس، المثلث الذهبي، الصعيد.
وكمان إعفاءات جمركية ورسوم تأسيس، وخطط لشراكات دولية في الصناعات الاستراتيجية زي الرقائق الإلكترونية، اللي قيمتها بتتعدى مئات المليارات عالميًا.
يعني مصر مش بتفكر في الرمل كسلعة، لكن كصناعة كاملة بتخلق فرص عمل، وبتفتح باب لاستثمارات أجنبية ضخمة.
الرمال البيضاء مش مجرد مورد، دي مادة استراتيجية، لو بصينا لقدام: مصر تقدر تدخل تدريجيًا في سوق الرقائق الإلكترونية عن طريق التصميم الأول، وبعدها التصنيع، وومع وجود 20 مليار طن احتياطي عندنا مادة خام تكفي لعقود طويلة.
كمان مع الطلب العالمي المتزايد، خصوصًا في الطاقة النظيفة وتكنولوجيا النانو مصر عندها فرصة تبقى لاعب إقليمي محوري.
الخلاصة.. اللي كنا بنشوفه مجرد رمل عادي، طلع كنز استراتيجي، والذهب الأبيض ثروة صامتة، بس قيمتها بتتجاوز الدهب نفسه.
والنهارده، مصر بتحول الكنز ده من مورد مهمل لمفتاح اقتصادي جديد، يضيف مليارات ويأمن مستقبل صناعي وتكنولوجي لينا.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.