كل يوم بنصحى على خبر جديد عن شركة تركية بتفتح مصنع أو بتوسع استثماراتها في مصر.. مصانع وكيانات تركية كبيرة خاصة في قطاع المنسوجات بتنقل إنتاجها من إسطنبول وأنقرة.. للروبيكي والسادات والقنطرة.
السؤال: ليه اختاروا مصر؟.. وإيه اللي بيخليهم يضخوا استثمارات بالمليارات؟.
الاقتصاد العالمي كله بيدور على أماكن أكثر استقرار وأقل تكلفة.. عشان كده بوصلة مصانع المنسوجات والملابس التركية بدأت تغيّر اتجاهها نحو مصر.
شركات كتير جدًا في تركيا بدأت فعليًا أو بتخطط تنقل جزء كبير من إنتاجها لمصر أو توسع استثماراتها.. وده مش مجرد كلام، ده واقع بيحصل على الأرض.
الأوضاع في تركيا بقت صعبة وضاغطة على الشركات، التضخم هناك وصل لـ70%، غير ارتفاع أسعار الكهرباء والغاز، والأجور في ارتفاع مستمر، وسعر الصرف مش ثابت.
الضغوط دي كلها خنقت قطاع الملابس اللي كان زمان من أعمدة الاقتصاد التركي، النتيجة؟ صادرات الملابس هناك تراجعت أكتر من 10% في بداية 2025 لأول مرة من سنين.
وده بعد ما كان حجم التصدير متخطّي 30 مليار دولار سنة 2023، وخلى تركيا من أكبر 5 دول مصدّرة للملابس الجاهزة في العالم.
قدام الوضع ده.. الشركات دي حولت انتباها إلى القاهرة خاصة بعد تحسن العلاقات السياسية بين البلدين، ولقت غايتها في مصر وده لعدة أسباب منها:
- عمالة مدربة، بأجور أقل من تركيا (بتبدأ من 150 دولار في الشهر)
- أسعار غاز وكهرباء أرخص
- موقع استراتيجي: قريب من أوروبا، وبوابة لأفريقيا
- ده غير اتفاقيات تجارة حرة، أهمها الكويز اللي بتمكّن أي منتج مصري يدخل السوق الأمريكي من غير جمارك
- وكمان بنية تحتية صناعية حديثة، مدن كاملة بتتجهز زي الروبيكي والقنطرة والسادات.
طب مين اللي سبق وخطّى فعلاً؟
شركة شاهينلر، ودي واحدة من أكبر الشركات التركية في قطاع الملابس، أعلنت إنها هتستثمر أكتر من 100 مليون دولار في مصر.
الشركة عندها بالفعل مصنعين للملابس الرياضية باستثمارات 50 مليون دولار، وشغالة دلوقتي على إنشاء مصنع تالت في الروبيكي، مساحته 15 ألف متر، استثماراته وصلت لـ 13 مليون دولار لحد دلوقتي، وده هيزود خطوط الإنتاج من 10 إلى 34 خط إنتاج.
مش كده بس الشركة دي ناوية تعمل مصنع رابع ضخم على مساحة 50 ألف متر مخصوص لعلامة عالمية زي "زارا".
كمان شركة "نيل أورميه" ودي شركة تركية متخصصة في صناعة المنسوجات، قررت تضخ استثمارات ضخمة في لمصر.
الشركة دي وقّعت أمس الثلاثاء عقد جديد لإنشاء مصنع لها في منطقة القنطرة غرب الصناعية على مساحة 33 ألف متر، باستثمارات 35 مليون دولار (يعني 1.7 مليار جنيه).
المشروع ده هيوفر حوالي 2000 فرصة عمل مباشرة، والأهم إن 90% من الإنتاج للتصدير للأسواق العالمية.
منطقة القنطرة نفسها بقت مركز نسيج متكامل فيها لحد دلوقتي أكتر من 34 مشروع، ياستثمارات إجمالية تعدت 859 مليون دولار، وبتوفر أكتر من 48 ألف فرصة عمل مباشرة.
اللي بيحصل في مصر مش مجرد صدفة، ده جزء من خطة واضحة:
صناعة النسيج والملابس في مصر بتوظف أكتر من 1.5 مليون عامل بتمثل حوالي 3% من الناتج المحلي، وبتساهم بـ 15% من الصادرات الصناعية صادرات الملابس المصرية وصلت 2.5 مليار دولار في 2023، والمستهدف 4 مليار دولار مع نهاية 2025 مصر مش بس بتجذب استثمارات جديدة… مصر بتغيّر خريطة الصناعة في المنطقة.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
