توقع صندوق النقد الدولي، في تقريره الصادر من واشنطن اليوم الثلاثاء، أن يحقق اقتصاد بنما نموًا بنسبة 4.5% خلال عام 2025، وذلك بعد تراجع التأثيرات السلبية الناجمة عن إغلاق منجم "كوبري بنما" في أواخر عام 2023، والذي كان يعد من أكبر المناجم النحاسية في المنطقة.
وأشار الصندوق إلى أن الاقتصاد البنمي تمكن خلال العامين الماضيين من امتصاص جزء كبير من صدمة الإغلاق، بفضل الأداء الإيجابي للقطاعات غير التعدينية، وعلى رأسها الخدمات اللوجستية، التجارة، قطاع النقل عبر قناة بنما، والسياحة، ما ساعد على تقليص الخسائر المحتملة على الناتج المحلي الإجمالي.
وأكد التقرير أن حكومة بنما اتخذت خطوات مهمة لتعزيز الاستقرار الاقتصادي، من خلال حزم تحفيزية لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة، إضافة إلى الاستثمارات في البنية التحتية، التي من شأنها أن تعزز قدرة الاقتصاد على النمو المستدام.
وأضاف الصندوق أن قناة بنما، رغم التحديات المرتبطة بتغير المناخ ونقص موارد المياه التي تؤثر على حركة السفن، لا تزال تمثل ركيزة رئيسية للاقتصاد الوطني، حيث تسهم بعوائد مالية كبيرة وتدعم قطاع الخدمات المالية والتجارية، مشيرًا إلى أن استمرار التوسع في مشروعات النقل واللوجستيات من شأنه أن يدفع بعجلة النمو في السنوات المقبلة.
كما أوضح التقرير أن القطاع المالي البنمي، الذي يتمتع بسمعة إقليمية قوية، قد حافظ على استقراره رغم الظروف العالمية الصعبة، بما في ذلك تباطؤ الاقتصاد العالمي وتذبذب أسعار السلع الأساسية، وهو ما ساعد على تعزيز ثقة المستثمرين المحليين والأجانب.
وفي المقابل، حذر صندوق النقد الدولي من بعض المخاطر التي قد تواجه الاقتصاد البنمي خلال الفترة المقبلة، أبرزها التحديات البيئية المرتبطة بندرة المياه والتي قد تؤثر على تشغيل قناة بنما، إضافة إلى تباطؤ الطلب العالمي على الخدمات اللوجستية، والتأثيرات المحتملة لأي صدمات مالية خارجية.
وأكد الصندوق أن مواصلة الإصلاحات الهيكلية، بما في ذلك تحسين بيئة الأعمال، وزيادة الاستثمار في التكنولوجيا والتعليم، وتعزيز الشفافية المالية، تعد عناصر أساسية للحفاظ على معدلات النمو المستهدفة وتجنب التباطؤ الاقتصادي.
وأشار أيضًا إلى أن السياسات الحكومية الرامية إلى تنويع الاقتصاد بعيدًا عن الاعتماد المفرط على قطاع التعدين ستلعب دورًا محوريًا في ضمان استدامة النمو، موصيًا بضرورة تعزيز القطاعات الإنتاجية مثل الزراعة، السياحة المستدامة، والصناعات التحويلية.
ويعد هذا التقدير الإيجابي من صندوق النقد الدولي إشارة إلى قدرة بنما على استعادة زخمها الاقتصادي بعد أزمة منجم النحاس، وهو ما يعكس مرونة الاقتصاد البنمي في مواجهة التحديات، واستفادته من موقعه الجغرافي الاستراتيجي كبوابة للتجارة العالمية عبر قناة بنما.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.