أميركيات يهاجرن من بلادهن بحثاً عن حياة أفضل

أفاد مسح أجرته مؤسسة «إنتر نايشنز» بأن نحو نصف المغتربين الأميركيين العاملين في الخارج في عام 2021، كانوا من الإناث، حيث أصبح العمل خارج البلاد أكثر انتشاراً، وبدأ عدد متزايد من البلدان تقديم تأشيرات تُعرف بـ«الرحالة الرقميين».

وكان متوسط عمر المغتربين (43 عاماً)، حيث يتطلع الكثيرون للانتقال إلى بلد يتماشى مع قيمهم، بدءاً من الرعاية الصحية الشاملة إلى الفرار من المشهد السياسي المستقطب في الولايات المتحدة، وفقاً لتقرير «يو إس إيه توداي».

وقالت سيبي تابيبيان، التي أسست مجموعة على شبكة الإنترنت للنساء الأميركيات فوق سن الـ30 اللواتي يتطلعن للانتقال إلى أوروبا: «لقد وجدن أن أوروبا تقدم مناخاً سياسياً يبدو أقل تغيراً وأقل انقساماً، وأكثر تسامحاً بشكل عام».

ومن بين اللواتي انجذبن إلى نمط الحياة الأوروبي، كانت دي سيجلر التي انتقلت، الأسبوع الماضي، إلى هولندا، وهي دولة لم تزرها من قبل، وقالت لصحيفة «يو إس إيه توداي»، إنها كانت تحلم بالعيش في الخارج منذ أن كانت مراهقة، إذ ذهبت في رحلة مدرسية إلى أوروبا مع ناديها الفرنسي.

وأضافت سيجلر: «قطعت وعداً على نفسي في سن 18 عاماً بأن أعيش في الخارج»، متابعة: «لكن الأمور تغيّرت فجأة، إذ ذهبت إلى المدرسة ثم تزوجت وأنجبت أطفالاً»، لكن مع مرور السنوات تغيّر وضع سيجلر، إذ انفصلت عن زوجها بينما يعيش أطفالها بمفردهم، وتم تسريحها من وظيفتها في مجال التكنولوجيا قبل بضع سنوات، وعادت إلى الدراسة، غير أنها لم تتمكن إلا من الحصول على وظيفة في دور مبتدئ، وكافحت لتغطية نفقاتها وسط ارتفاع الأسعار في مدينة سياتل على الساحل الغربي للولايات المتحدة.

وصادفت سيجلر في النهاية المجموعة التي أسستها تابيبيان على موقع «فيس بوك»، حيث انضم إليها أكثر من 10 آلاف عضو.

وفي يونيو حضرت تدريبها عبر الإنترنت حول خيارات التأشيرة الأوروبية، وتعلمت كيفية الحصول على تأشيرة لمدة عامين إلى هولندا، كأميركية تعمل لحسابها الخاص بموجب معاهدة الصداقة الهولندية – الأميركية.

وقالت سيجلر لصحيفة «يو إس إيه توداي»: «يجب أن تفهم أنني كدت أموت بسبب مضاعفات الحمل، ولديَّ صديقتان كادتا تموتا للسبب نفسه، لذا فهذا أمر شخصي بالنسبة لي»، وفي تلك الأثناء قضت المحكمة العليا بأن الرئيس السابق، دونالد ترامب، يتمتع بالحصانة الرئاسية، وبعد بضعة أيام فقط تواصلت مع محامي الهجرة للسفر إلى هولندا.

من جهتها، قالت سيندي شيهان، التي جابت العالم بحقيبة ظهر قبل أن تستقر في البرتغال في عام 2022، إنها سعت إلى العيش في أوروبا بسبب «المناخ الاستقطابي والانقسامي المتزايد في الولايات المتحدة منذ عام 2016»، وانتقلت السيدة الأميركية إلى صقلية في أكتوبر، وبدأت شيهان ممارسة رياضة المشي لمسافات طويلة في الوقت نفسه الذي تولى ترامب منصبه للمرة الأولى، وقالت: «لا مجال للتفاوض بالنسبة لي بشأن ولاية أخرى لترامب».

في النهاية، صادفت شيهان مجموعة «فيس بوك» عندما كانت تبحث عن طريقة للانتقال بشكل دائم إلى أوروبا، وتأهلت في نهاية المطاف للحصول على الجنسية الإيطالية من خلال أصولها.

وقد انجذبت نساء أخريات إلى أوروبا بسبب توافر الأمان فيها، بعد أن صنف «مؤشر الأمان العالمي» لعام 2024 الولايات المتحدة في المرتبة الـ131 من بين 162 دولة، بينما حصلت دول، مثل آيسلندا والدنمارك وإيرلندا والبرتغال وألمانيا وهولندا، على مراكز في الـ20 الأولى.

كما أن معدلات الوفيات الناجمة عن الأسلحة النارية في الولايات المتحدة أعلى بكثير من أوروبا: 19 مرة أعلى من فرنسا، و77 مرة أكثر من ألمانيا، وفقاً لمعهد القياسات الصحية والتقييم.

وبالنسبة لتابيبيان، مثل سيجلر، كان الانتقال إلى أوروبا يُعدّ شيئاً لطالما حلمت به، حيث شعرت بأنها مستعدة لترك وظيفتها في مجال التكنولوجيا في عام 2015، وكانت حريصة على الانتقال إلى إسبانيا، إذ درست اللغة الإنجليزية، قبل سنوات، أثناء حصولها على درجة الماجستير. عن «ديلي ميل»


خوف من المستقبل

في حين أن الكثير من الأميركيات على استعداد لمغامرة كبيرة فإن كثيرات يتطلعن إلى الانتقال لبلد يتماشى أكثر مع قيمهن، بدءاً من الرعاية الصحية الشاملة الموجودة في كل دولة أوروبية إلى الفرار من المشهد السياسي المثير للقلق في الولايات المتحدة.

وكان 77% من البالغين الأميركيين، قالوا، أخيراً، إن مستقبل الولايات المتحدة هو السبب الأكثر للتوتر، يليه الاقتصاد والانتخابات الرئاسية لعام 2024، وفقاً لمسح أجرته الجمعية الأميركية لعلم النفس.

. تأسيس مجموعة على الإنترنت للأميركيات فوق سن الـ30 اللواتي يتطلعن للانتقال إلى أوروبا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى