هبوط تجارة النفط العالمية عبر مضيق باب المندب 50%.. قناة السويس الخاسر الأكبر
تشهد تجارة النفط العالمية المارة من مضيق باب المندب في البحر الأحمر انخفاضًا مستمرًا منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي؛ بسبب هجمات الحوثيين على السفن، ردًا على العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة.
وأظهرت بيانات تجارية حديثة -اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)- انخفاض كميات النفط الخام والمنتجات النفطية المارة عبر المضيق بأكثر من 50% خلال الأشهر الـ8 الأولى من عام 2024.
وبلغ متوسط تدفقات تجارة النفط العالمية المارة عبر مضيق باب المندب قرابة 4 ملايين برميل يوميًا فقط خلال المدة من يناير/كانون الثاني إلى أغسطس/آب 2024، مقارنة بمتوسط 8.7 مليون برميل يوميًا في عام 2023 كاملًا.
ويُصنّف مضيق باب المندب ضمن نقاط الاختناق الموجودة على طول الطرق البحرية العالمية المستعملة في التجارة، وهي نقاط بالغة الأهمية لأمن الطاقة العالمي.
ويمكن لتوقف مرور تدفقات النفط من إحدى هذه النقاط ولو مؤقتًا، أن يؤدي إلى تأخيرات كبيرة في الإمدادات وارتفاع تكاليف الشحن حول العالم؛ ما يؤدي بدوره إلى زيادة أسعار الطاقة العالمية.
تُعدّ قناة السويس وخط أنابيب سوميد ومضيق باب المندب طرقًا إستراتيجية لشحنات النفط والغاز المصدرة من الخليج العربي إلى أوروبا وأميركا الشمالية، وعادة ما تتأثر حركة التجارة بالقناة باضطرابات المضيق؛ كونه نقطة عبور أساسية للسفن والناقلات المتجهة إليها.
وبدأت اضطرابات حركة تجارة النفط العالمية في مضيق باب المندب منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عندما قررت جماعة الحوثيين المسلحة المتمركزة في اليمن مهاجمة السفن التجارية العابرة للبحر الأحمر، تضامنًا مع قطاع غزة ضد الهجمات الإسرائيلية الأخيرة.
وأسهمت هجمات الحوثيين على سفن وناقلات النفط والمنتجات النفطية والبضائع إلى لجوء أغلب الشركات المالكة إلى الالتفاف حول طريق رأس الرجاء الصالح في الطرف الجنوبي من أفريقيا، وهو طريق أطول وأكثر تكلفة، لكنه يتجنّب المرور عبر المضيق.
ويوضح الرسم التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- خريطة مسارات عبور السفن والناقلات من قناة السويس وطريق رأس الرجاء الصالح: