365 يوما من الشتات.. مصابو غزة في مصر يكشفون حجم “المأساة”

بعد نحو 25 يوما على اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس، خرج عشرات المصابين الفلسطينيين لأول مرة من قطاع غزة للعلاج في المستشفيات المصرية، وبالتحديد مطلع نوفمبر الماضي، في الوقت الذي تزامن ذلك مع استقبال معبر رفح لعدد من الأجانب والفلسطينيين من حاملي الجنسيات الأجنبية، قبل مغادرتهم إلى وجهتهم الثانية في وقت لاحق.

وبحسب تقديرات طبية مصرية، فإن المستشفيات المصرية استقبلت قرابة 5 آلاف مصاب فلسطيني منذ اندلاع الحرب وحتى الآن، في الوقت الذي كانت هناك صعوبات في إخراج المزيد من الجرحى للعلاج خارج القطاع منذ سيطرة إسرائيل على معبر رفح من الجانب الفلسطيني في مايو الماضي.

لا تزال الفلسطينية دعاء قديح، المصابة بـ”سرطان الغدة” تتذكر تلك الأيام الصعبة التي فاقمت من مرضها حين نفد علاجها الشهري، لتصبح الآلام مضاعفة بين النزوح ومحاولة إيجاد الدواء، قبل أن تتجدد آمالها في الشفاء مع الخروج للعلاج بأحد مستشفيات القاهرة.

تقول قديح لموقع “سكاي نيوز عربية” إن “قطاع غزة لم يعد صالحا للحياة بعدما فقد كل مقومات إقامة البشر”.

وأوضحت السيدة الفلسطينية أنها قطعت “شوطا كبيرا” في العلاج بمصر، بعد إجراء مسح ذري أثبت تقدمها في مواجهة المرض، وخاصة مع توفير الأدوية وجرعات العلاج الكيماوي بانتظام، خلافا لما جرى في الأيام الأولى للحرب، حين تم استهداف المركز الصحي الذي كانت تُعالج فيه.

رغم ذلك، لا يزال في قلب “قديح” غُصة مما جرى لأسرتها، التي بات الشتات عنوانًا لهم. فبين قتلى سقطوا في العمليات العسكرية، ومصابين في القطاع، وآخرين يعالجون في الخارج، مع نزوح الباقين مرات تلو الأخرى داخليا، يبقى الأمل أن تضع الحرب أوزارها لعودتهم يوما ما.

ماذا قدمت مصر لمصابي غزة؟

وأعدت الحكومة المصرية خطة للتعامل مع مصابي الحرب في قطاع غزة، والذين بدأوا في الدخول إلى مستشفيات شمال سيناء في نوفمبر من العام الماضي.

وقال نائب رئيس الوزراء المصري ووزير الصحة، خالد عبد الغفار، في بيان ألقاه أمام مجلس النواب، إن مع مرور 365 على العدوان على غزة، عملت قطاعات وزارة الصحة بتكليف من الرئيس السيسي على توفير الرعاية للجرحى والمصابين والنازحين، وتقديم كافة الخدمات الطبية اللازمة.

وأضاف: “هذا دعم كبير للأشقاء الفلسطينيين ودور مهم لمصر، ولكن في ذات الوقت تحدٍ كبير للدولة المصرية، لكنها نجحت فيه”.

ووفق البيانات التي اطلع عليها موقع “سكاي نيوز عربية”، فإن مصر استقبلت عبر معبر رفح البرّي، 1909 حافلات من قطاع غزة، على متنها 89374 شخصًا للعبور إلى مصر، من بينهم 21485 طفلا، حصلوا على التطعيمات اللازمة من بينها “التطعيم ضد شلل الأطفال، والحصبة الألمانية، والنكاف”.

كما قدّر وزير الصحة المصري أن الفرق الطبية استقبلت بين “40 إلى 50 جريحا ومصابا” يوميا في المتوسط خلال تلك الفترة.

وشهدت المستشفيات المصرية إجراء 2266 عملية جراحية معقدة تتراوح بين حروق شديدة، وكسور في أسفل الجمجمة والعمود الفقري، وتهتك مقلة العين، وتهتك الأعضاء الداخلية، وشلل رباعي بسبب شظايا، فضلا عن علاج الأورام.

كما سهّلت القاهرة سفر 1885 مصابا لدول أخرى، في الوقت الذي تصدرت دولة الإمارات العربية المتحدة قائمة الدول المستقبلة للمصابين بنحو 666 حالة، تلتها تركيا بـ 418 حالة، ثم قطر التي استقبلت 461 مصابا، وتونس 71 جريحا، والجزائر 77 حالة مرضية.

كما استقبلت دول أوروبية مصابين فلسطينيين، من بينها إسبانيا التي دخلها 15 مصابا، وإيطاليا التي استقبلت 62 حالة مرضية، وفرنسا التي استقبلت 12 مصابا، وبلجيكا التي استقبلت حالتين.

جنبا إلى جنب مع ذلك، استقبلت المستشفيات المصرية 227 مريضا بالأورام السرطانية بينهم أطفال، وجرى تحويلهم لمستشفى سرطان الأطفال 57357 ومستشفى أورام برج العرب بالإسكندرية، فضلا عن 28 طفلا من “المبتسرين” الذين كانوا محتجزين داخل مجمع الشفاء الطبي بقطاع غزة، قبل نقلهم إلى مصر.

وأشارت بيانات وزارة الصحة المصرية، إلى تخصيص 1656 سرير رعاية حرجة للمصابين الفلسطينيين، و191 سرير رعاية للأطفال، إضافة 10377 ألف سرير داخلي، و139 سريرا للحروق، و25 ألف كيس دم، و693 جلسة غسيل كلوي، في الوقت الذي عمل نحو35 ألفًا من الفرق الطبية على تقديم كل هذه الخدمات بكافة المستشفيات المصرية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى