جولة آسيوية للنسيان.. «نقطة من 12» مفاجأة كبيرة
أصابت نتائج الفرق الإماراتية في الجولة الثانية من المشاركة القارية الجمهور بالصدمة، لحصولها على نقطة واحدة من أصل 12 ممكنة، بعد خسارة العين خارج أرضه أمام الغرافة القطري 2-4، والوصل أمام ضيفه الأهلي السعودي صفر-2 بدوري أبطال آسيا للنخبة، وشباب الأهلي أمام مضيفه ناساف الأوزبكي 1-2 بدوري أبطال آسيا (2)، مقابل تعادل الشارقة على ملعبه أمام الوحدات الأردني 2-2 في البطولة نفسها.
وقالوا لـ«الإمارات اليوم»، إن «الأداء غاب عن الفرق الأربعة بشكل ملحوظ، ما صدم الشارع الرياضي من النتائج، خصوصاً أن العين (بطل القارة) والوصل (حامل ثنائية الموسم الماضي)».
وأوضحوا: «الشارع الرياضي لم يعد يرغب في رؤية المشاركات الخارجية بهذا الشكل، وتحقيق نقطة واحدة فقط لأربعة فرق في جولة واحدة، خصوصاً مع ارتفاع سقف الطموحات بعد تتويج العين باللقب الآسيوي الموسم الماضي»، مطالبين بضرورة تصحيح مسار الفرق في البطولتين.
وتعتبر أسوأ رابع انطلاقة للعين في البطولة القارية بتعادله مع السد القطري 1-1 في الجولة الأولى، ثم الخسارة من مواطنه الغرافة 2-4 في الثانية، ليحصد الفريق نقطة واحدة في أول مواجهتين له في المسابقة.
غير جاهزين
أكد المحلل الفني خالد عبيد أن «الجولة الثانية كانت مفاجأة للجميع، رغم أن المنافسين ليسوا بتلك القوة التي تؤهلهم للفوز على الفرق الإماراتية، ولكن المفاجأة تجسدت بعدم تحقيق الفرق الإماراتية أي فوز بهذه الجولة، ما يؤكد غياب الجانب الذهني للاعبين في كل الفرق، ويبرهن بأنهم غير جاهزين لهذه البطولة أو الاستمرار في المنافسة».
وقال عبيد: «الشعور بأن مشوار البطولة لايزال طويلاً، ومن الممكن التعويض، أمر خاطئ بالتأكيد، ويجب أن تكون الحالة الذهنية أفضل من ذلك، والشعور بأهمية هذه المباريات، فنزيف النقاط حتى بالتعادل مقلق، ويجب التفكير بالنقاط، وأن تكون الأهداف محسوبة».
وأضاف: «في أوروبا كل الفرق تسارع لحصد النقاط من البداية، وأيضاً فارق الأهداف مهم جداً، وهو ما لم نشاهده في الجولة الثانية لفرقنا في البطولة الآسيوية، والاعتماد على فكرة أن التعويض متاح في المباريات اللاحقة أمر غير منطقي وخطر، بسبب رغبة الفرق في تحقيق الانتصارات وتعديل أوضاعها مع كل مباراة، وفرقنا من خلال هذا الأداء تشعر بأنها غير مهتمة بالمباريات، والمستوى غير مستقر».
وعن فريق الشارقة الذي كان أقرب الفرق لتحقيق الانتصار، قال: «الهدف المبكر الذي أحرزه الشارقة أمام الوحدات الأردني كان سبباً في الثقة الزائدة، واستسهال المباراة من لاعبي (الملك)، ليرد الفريق الضيف بهدف التعادل، ثم التقدم، لتتصعّب الأمور على الشارقة الذي كان قريباً من تحقيق نتيجة إيجابية، لولا تعامل لاعبيه بثقة، كادت أن تكلفهم الخسارة، وأعتقد أنه لم تكن هناك ردة فعل إيجابية من جانب لاعبي الشارقة».
وأضاف: «إذا كنت تريد أن تكون بطلاً وتسير في البطولات بالشكل المناسب، يجب أن يكون لديك شخصية قوية وثابتة، فالفريق كان بإمكانه الخروج فائزاً، خصوصاً أن هدف التعادل جاء في توقيت مناسب».
وأكمل: «الشارقة لايزال في الصدارة برصيد أربع نقاط، والمباريات المقبلة ستكون أصعب من المباراتين السابقتين في البطولة، وهو ما يتوجب الوقوف أمامه سريعاً، والتعامل بحدة وشراسة في كل المباريات».
وختم: «إذا ظلت فرقنا بهذا التفكير والأسلوب والشكل في المشاركات الخارجية لا أعتقد أن تكون هناك استمرارية في البطولة».
هزائم منطقية
وأشار المحلل الفني والخبير الرياضي، عبدالله حسن، إلى أن الفرق الإماراتية ظهرت بشكل غريب في البطولة الآسيوية، موضحاً أن الخسارة قد تكون متوقعة، لكن اللافت هو تسجيل الأهداف في المباريات، ما يعني أن هناك قدرة هجومية.
وقال: «يجب تغيير مفهوم الفرق في المشاركات الخارجية، فالخسائر منطقية قياساً بالأسلوب والمستوى المقدم، وأتساءل: ما أسباب التغير الكبير في النتائج؟ إذ سمعنا الكثير من المبررات، وهي منطقية من وجهة نظر المسؤولين عن الفرق، بسبب معرفتهم بما يحدث من الداخل». وعن نتيجة تعادل الشارقة مع الوحدات الأردني، قال: «نتيجة التعادل قد تكون غير مرضية لعدد كبير من الجماهير، ولكنها في الوقت نفسه إيجابية لأن الفريق لم يخسر»، موضحاً أن «ما يحسب لفريق الشارقة أنه حافظ على اتزانه ولم يخسر أثناء اللقاء، ومن الصعب لأي فريق أن يحافظ على نتائجه الإيجابية لفترة طويلة مثلاً 10 أو 11 انتصاراً متتالياً، لذا أعتقد أن الشارقة كان ثابتاً، والمؤشر في صعود، وأرى أن عدم خسارة (الملك) نقطة انطلاقة جديدة للفريق في البطولة ومباريات الدوري القادمة، ويحسب للجهاز الفني والإداري تدارك الأمر بعد التأخر وإدراك التعادل».
وختم: «الشارقة لن يتأثر بهذه النتيجة، وسيعود إلى الانتصارات، حيث سيكون هناك شعور بالمسؤولية من جانب اللاعبين قبل الجهاز الفني تجاه جمهورهم، لكي يكملوا ما بدأوه، وأن يستمروا في صدارة جدول ترتيب دوري أدنوك للمحترفين، وأيضاً مجموعتهم بالبطولة الآسيوية».
أزمة تعاقدات وخبرات
قال مدير المنتخب الوطني السابق، حسن سهيل، إن «مشاركات الفرق الإماراتية في الجولة الثانية لم تكن بحجم تطلعات الجمهور الذي كان يتوقع أن تظهر فرقنا بشكل أفضل، خصوصاً بعد ارتفاع سقف الطموح، وحصول العين على لقب دوري أبطال آسيا الموسم الماضي، ولكن ما حدث كان العكس».
وقال: «فرقنا لم تعزز صفوفها بعناصر ملائمة لدوري أبطال آسيا، مثل بقية الفرق السعودية والقطرية التي تعاقدت مع لاعبين لهم خبرات كبيرة في الدوريات الأوروبية، على عكس فرقنا التي كان هدفها هو التعاقد مع لاعبين مقيمين، وبالتالي خبرتهم قليلة في البطولات القارية». وأضاف: «أعتقد أن فريق العين مستواه انخفض بشكل كبير بعد الفوز بلقب دوري أبطال آسيا، وحتى في بطولة الدوري اختلف أداؤه بشكل كبير، وهناك تذبذب واضح بين مباراة وأخرى، ولم تكن للاعبيه أي ردة فعل في مواجهة الغرافة».
وتابع: «يجب على فرقنا تغيير مفهوم المشاركة في دوري أبطال آسيا، وامتلاك الطموح في البطولة للوصول إلى أبعد نقطة، إضافة إلى تعزيز الصفوف في فترة الانتقالات المقبلة، خصوصاً الشارقة الأقرب لتحقيق نتيجة، وكذلك الوصل».
وختم: «يجب على الفرق معرفة أن تطلعات الجمهور أصبحت آسيوية وعالمية، وليس مجرد المشاركة الشرفية في البطولة».
التعادل جيد
قال مدير منتخب الكرة الشاطئية، بدر حارب، إن «الفرق الإماراتية أصبحت مراقبة جيداً، والكل الآن يقدم أداء جيداً وقوياً أمامها، بعد حصول العين على لقب دوري أبطال آسيا، ما يعني ضرورة الأخذ في الحسبان أهمية هذه المباريات والمشاركات بالنسبة للجمهور».
وأضاف: «الفريق الوحيد الذي لم يتعرض للخسارة في الجولة الثانية هو الشارقة، إذ حقق نقطة جيدة، ما يعني أن الأمور طبيعية، والأهم عدم تلقي الهزيمة».
وأوضح: «التعادل في المباراة ليس سيئاً رغم السيطرة على مجريات المباراة، وهذا يحدث في كرة القدم، فقد تكون سيئاً وتفوز، وفي بعض الأوقات تكون جيداً وتخسر، وأهم شيء هو عدم الخسارة في المباراة، لأن الفريق لديه العديد من المباريات الصعبة المقبلة».
وأضاف: «تعادل الشارقة في هذا التوقيت صحي، والتوقف عن الانتصارات أمر طبيعي، والمباريات المقبلة أهم وأصعب، وستضع الفريق أمام حتمية تحقيق نتائج إيجابية، فمازلت في الصدارة وأمامك الكثير».